في إطار فعالياته بمناسبه افتتاح المبني الجديد وانطلاقة موسمه الثقافي، استضاف نادي المنطقة الشرقية الأدبي الروائي السعودي“ أسامة المسلم ” الذي تشهد رواياته الطويلة والمفعمة بالفانتازيا والخيال رواجاً كبيراً وسجلت انتشارا واسعا بين القراء في المملكة العربية السعودية والخليج العربي.
بعدها رحب مدير الأمسية بالروائي المسلم وبدأ الحوار معه متسائلا عن مغزى اختياره “لشغف الكتابة” عنوانا لأمسيته.
وقال الروائي أسامة المسلم إن ما يدفعه للكتابة هو الشغف والبعض يسميه موهبة الكتابة أو فن الكتابة.. ولكن نادرا ما نسمع من يسميه شغف الكتابة! والموهبة بلا شغف لن تجعل الكاتب يستمر طويلاً في الكتابة. فالكتابة تعبير عن إحساس ومشاعر الكاتب وهي فن مثل فن الغناء أو الشعر أو الرسم! ولو خلا الشعر من المشاعر سيكون جافاً فالكتابة الروائية ليست نقل المعلومة او الحدث! فهذا ليس دور الرواية فهي ليست مخطوطة علمية وهذا سوء فهم يحدث عند بعض كتاب الرواية الذين يلقون اللوم على القارئ، ويدعون أنه لا يقرأ!
وفى تساءل عن الهدف من الكتابة قال إن فهم الهدف هو أول لبنة في هذا الفن واستطرد: أنا أكتب لأهداف شخصية وعلى الروائي أن يكتب ليرضي نفسه. والكتابة الجيدة تعني أن تكتب ما يحركك أنت. والمشكلة في النصوص الجافة. المهم أن تعبر بشكل نزيه ولا تتصنع في النص.
الشغف أن تكتب أربع وعشرين ساعة دون تحديد وقت للكتابة. وشخصياً ليس لدي طقوس خاصة للكتابة. والكتابة ليست واجباً، وليست مهنة ولا غاية.. فالشغف شيء نفعله لأننا نحب أن نفعله. ولا بد للكتابة أن تكون شغفاً، والمتلقي هو الذي يستشعر النص إن كان يستحق القراءة والقولبة مشكلة فالكتابة عندنا مقولبة وهو مفهوم قديم تجاوزه العالم. لا تضع لنفسك منهجاً إذ لا يمكن السيطرة على المشاعر باختصار: أطلق شغفك!
الرواية تعبير خاص بك، والمنهج واللغة العربية وقواعدها مقدسة. فاللغة لها قوانين مثل النحو والصرف وقد يغيرها الروائي! اللغة أطروحة والاجتهاد في اللغة يطفئ أحياناً الكثير من شغف وروح الرواية! طبعاً يجب أن يظهر النص خالياً من الأخطاء وعلى الروائي أن يصور الشخصيات ويهتم بالحبكة. وهذا رأي شخصي وليس منهجاً.
إن قراء رواياتي لمسوا ما أردت إيصاله كحكايات الجدّات. فالقصة هي القصة والكتابة أمر شخصي في النهاية وتحليل النص ليس مجالاً للقول إن هذا صح أو خطأ.
وردا على سؤال أحد الحضور عن سبب انتشار رواية عن أخرى قال: إن سبب انتشار رواية عن أخرى هو الشغف لما نكتب. ورداً على سؤال إن كان كل خيال يستحق الكتابة، قال المسلم: اختر أي موضوع أنت تشغف به. فكل انسان لديه اهتمامات. أنا مثلاً عندي شغف بتاريخ قبل الديانات في الجزيرة العربية. وهو شغف خاص.
وعن الجوائز قال المسلم الكاتب يكتب لنفسه أولاً.. هناك كتاب يستميتون للنشر لكن هدفك الأول سيظهر في كتابتك.
وعن ما يميز الكتابة الروائية عن غيرها قال: سأتوقف عند الشغف فالرواية تعبير انساني لنأخذ الشعر النبطي والشعر الفصيح، ونأخذ الرواية والكتابات الأخرى. كل واحدة وسيلة للتعبير ولها جمهورها.
المصدر: حمرين نيوز