يرصد الروائي المصري خالد المهدي في روايته «أسطورة علي الزيبق»، الصادرة عن دار «الرواق للنشر والتوزيع» بمصر عام 2017، ثنائية الشر والفساد، وأثرها على المجتمع والسياسة. وعلى نسق القصة المعروف؛ يحيك الكاتب تفاصيل أحداث روايته، فالسرد يتحدث عن الفساد داخل السلطة السياسية، ويرصد كل تفاصيله ودوائره المشتبكة بعصب الحكم، ففي ذلك الزمان الذي تتناوله الرواية كثر الفساد والشر بشكل غير معقول، وحار بعض الحكام في كيفية مواجهته، حتى إن بعضاً منهم لجأ إلى أن يعين المفسدين أصحاب النفوذ القوي في مفاصل الدولة ليأمن شرهم، لكن هذا الشر ينفلت من عقاله في شكل صراع بين أصحاب النفوذ، لتبرز شخصيات لها تأثيرها القوي في صراع الأشرار، مثل «سنقر الكلبي»، لكن من وسط هذا الواقع المتردي تبرز مقاومة شرسة للفساد، يقودها الحسن رأس الغول، ثم ابنه «علي الزيبق»، الذي يقود معارك فاصلة ضد المفسدين.
وعلى الرغم من أن «علي الزيبق»، شخصية تراثية مصرية معروفة، تناولتها الدراما، إلا أن الكاتب استطاع أن يجعل لنفسه حيزاً سردياً خاصاً، عبر التكثيف والتركيز على قضايا محددة، وحشد النص السردي برؤى فلسفية وفكرية، حيث تأخذ تفاصيل السرد القارئ في اتجاه معركة الخير والشر، والانتصار المنتظر للأول، والذي لابد منه لكي تكون للحياة قيمتها. فالرواية تدور في زمن أسطوري حول شخصية البطل الشعبي، ولكنها تحمل أكثر من رسالة ومعنى، تجاه المجتمعات العربية.