صدرت مؤخرًا عن دار النخبة للطباعة والنشر والتوزيع٬ رواية بعنوان «أنثى بطعم النبيذ» للكاتبة السورية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية هند زيتوني.
والرواية تمزج بين عدد من القضايا الشائكة ضمن نسيج العمل الروائي، فهناك قضايا: «صراع الحضارة العربية من جهة والحضارة الغربية من جهة، والخلافات والنزاعات بين أصحاب الأديان المختلفة (الإسلام والمسيحية واليهودية). بل إن هناك صراع داخلي بين الإنسان المتدين نفسه، بين ما يعتقده ويؤمن به وما يمليه عليه الواقع أحيانا ويجعله ينحرف عما كان يعتقد».
وهناك صراع بين القيم والتقاليد العربية والقيم والتقاليد الغربية التي وضع المرء في أتونها، مثل قضية المساواة بين المرأة والرجل في الحضارتين، والصراع القائم بين كراهية واضحة للغرب، ولكن في الوقت نفسه هناك سعي محموم نحو الدخول إلى عالمه والالتحام به.
وهناك قضية أو لنقل قضايا أخرى تتعلق بالصراع داخل الأوطان وتجلى فيها بشكل واضح الصراع بين السلطة والشعب، القهر ومحاولة البحث عن الحرية، والكرامة الإنسانية في مقابل القتل والتعذيب والتشريد. ومع المعاناة المستمرة داخل الأوطان يلجأ المواطن إلى تكرار الهروب إلى ما يعتقده الفردوس.
ويلاحظ في الرواية تعدد الشخصيات وتنوعها تنوعًا شديدًا، عرقيًا ودينيًا وحضاريًا مما أتاح تنوع القضايا التي نسجتها الروائية دون أن يبدو أن هناك افتعالا أو إقحاما لها ضمن نسيج العمل الروائي.
وتأتي لغة السرد فصيحة ولكنها تتسم بالبساطة والسهولة، قادرة على حمل أفكار الشخصيات ورؤاها وفسلفاتها ومعبرة عن الوقائع والمواقف والأحداث بدقة إلى حد كبير، ولا نستشعر فيها أثر اللغة الأنجليزية عليها في الصياغة والتركيب- إلا فيما ندر- على الرغم من أن الكاتبة هند زيتوني عاشت فترة طويلة في أمريكا تربو على عقدين من الزمان. وهي لغة تناسب طبيعة الشخصيات.
المصدر: صحيفة الدستور المصرية