صدرت المجموعة القصصية القصيرة جدًا «أنزفني مرة أخرى» للكاتب عمار الجنيدي عام 2016 عن وزارة الثقافة الأردنية، وتتضمن إحدى وثلاثين قصة قصيرة جدًا وشحها بإهداء يقول فيه: «وإلى كل الذين منعهم الكِبر، فلم يبايعوني.»
أما عنوان المجموعة القصصية القصيرة جدًا التي نحن بصددها «أنزفني مرة أخرى» فمأخوذ من إحدى العبارات الواردة في القصة الأولى الموسومة بـ (قلق مشروخ) إذ يقول الكاتب: «ما جدوى أن أنزفني مرة أخرى؟» فيكون الرد من ناقد منتبه لحالته فيجيبه:»حتى يظل دمك طريا بين يدي.»وفي هذا إيماء إلى أنّ الكتابة نزف من دم الكاتب وفكره وأعصابه. فما كان من الكاتب إلا أن يتحمل تبعات ما يخطه بقلمه على الورق ويقبل أن يواصل النزيف، فيقول: «يتشامخ قلقي، وأواصل النزيف.»
ومن ناحية فنية فقد وظف الكاتب عنوانًا مكثفًا مكونًا من كلمتين: اسم ونعت له: «قلق مشروخ». وقد وفق الكاتب في إسقاط ما هو مادي على ما هو معنوي، فالقلق شيء معنوي يصعب تجسيده، لكن الكاتب وصفه بنعت مادي بدلالة كلمة (مشروخ) وفي هذا صوره فنية متخيلة لاختيار العنوان،ولكن لا أدري لماذا اختار الكاتب عنوان هذه القصة«قلق مشروخ» رغم أن ما نستقرئه من بين كلماتها يشير إلى أن قلقة لم يكن مشروخًا، إنّما يتصاعد بشموخ، بدلالة «يتشامخ قلقي» فلربما كان من الأفضل أن يسم هذه القصه بـ «شموخ القلق» أو «القلق الشامخ».ووفقالكاتبفي اختيار عنوان قصته «الجرذون» التي تحمل مفارقة وهي أن الجرذون الذي كان يريد المدير سحقه إنما هو نفسه المدير الذي وسمه الموظفون بالجرذون السمين.
وجاءت معظم عناوين قصص هذه المجموعه قصيرة على شكل كلمة واحدة أو كلمتين وهذا يتناسب أكثر مع نمط القصة القصيرة جدًا، ولم تقدم تفسيرًا أو إيحاءً مباشرًا لما سيحدث في القصة.وبشكل عام وفق عمار الجنيدي في اختيار العناوين المناسبة لقصصه مع وجود بعض التحفظات على عناوين عدد قليل منها.
المصدر: صحيفة الدستور الأردنية