تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

إبراهيم أحمد عيسى: أركز في رواياتي على الغائب عن أعين الناس

إبراهيم أحمد عيسى: أركز في رواياتي على الغائب عن أعين الناس

كتب إبراهيم أحمد عيسى أربع روايات، هى: “طريق الحرير” و”البشرات” و”ابق حيا”، وأخيرا “باري”، وفي جنوحه للتاريخ يحاول “عيسى” دمج السياق الاجتماعي التاريخي ليشرح أبعاد الفترات التي يكتب عنها، فما بين الأندلس والشدة المستنصرية وباري تدور رواياته لتسلط الضوء على بعض المظالم في حقب مختلفة، ومشروع “عيسى” لا يتوقف عند حدود مصر لأن تاريخ الأمة العربية والإسلامية مشترك، والإسلام قام بتوحيد التاريخ منذ تلك الحقب.

الولع بالتاريخ لا بد أن تحيطه بنى معرفية وثقافية وقراءات كثيرة.. وعن سر ولعه بالتاريخ قال: سر ولعي بالتاريخ كان من صغري، فأنا أحببت التاريخ جدا في مرحلة مبكرة جدا، أحببت سير الصحابة والفاتحين والفتوحات الإسلامية والحضارة المصرية القديمة، لكن التاريخ الإسلامي يحتاج إلى إعادة صياغة وإعادة توضيح لأننا في فترة عصيبة، لأن الناس تحتاج إلى معرفة تاريخها وكيف كنا عظماء.

ولكن هل يكتفي الولع بالتاريخ للكتابة عنه وتناول أبعاده المختلفة أم أنه يستلزم قراءات كثيرة تفصح عن مكنون الفترات السابقة وتكشف وجه الحقيقة الغائب، تابع “عيسى”: “باري” كتبت في عامين، ومصادرها كتاب دي ايميرت أوف باري لموسكا ويكر، الحقبة بالتفصيل، وكتاب ايرشميلد ليوس القوي البحرية في البحر المتوسط، وفتوح البلدان للبلاذري ومروج الذهب للمسعودي، والحمد لله إن باري توجت بالفوز لأنها نتاج جهد كبير وقراءات كثيرة”.

ولكن لا يكتفى “عيسى” بالهم العام في مصر فقط من خلال الترميز والإسقاط، ولكنه يظل يبحث وينقب مثل حفار ماهر ليستخرج ما انغلق ويحاول محاوطته في سياقه، وكثيرا ما يحاول دحض بعض الرؤى وتغييرها أو إبراز ما انغلق فيها على الأقل، يقول: نحن أمة واحدة وثقافة واحدة من المحيط للخليج وهوية واحدة وتاريخنا مشترك لو نظرت للمراحل التاريخية يوم سقوطها حزن المصريون والمغرب عانوا والموضوع كبير جدا حتى إنه وصل بغداد، فأنا أحاول أن أظهر نقاط غائبة عن الناس، وفترات منسية لأننا حضارة كبيرة لأنها تملك التاريخ والفن والتراث والثقافة قادرة على أن تعيش وتبعث من جديد.

لذلك ومن الطبيعي جدًا أن يشكل بعض الذين كتبوا في التاريخ تواجدا مهما في مخيلة “عيسى” ويحاول نحوهم وإكمال مشاريعهم على اعتبار أنه مشروع واحد كبير يحوي الكثير بين جنباته، ليس هذا فقط وإنما إكمال بعض الروايات أيضا على اعتبار أنها مشاريع تندرج كلها تحت رؤية واحدة، فقرأ إبراهيم ثلاثية رضوى عاشور الشهيرة “ثلاثية غرناطة”، وكانت لديه أمنية أراد تحقيقها.. يقول عيسى: رضوى عاشور في ثلاثيتها وبالنسبة لي مقامها كبير جدا، هي ملهمتي، خاصة أنها ألهمتني بالبشرات، وكنت أأمل أن تقرأها لكنها توفيت قبل صدورها.

لكن الأمر لا يتوقف عند رضوى عاشور فقط، فهناك الكثيرون ممن حملوا على عاتقهم مهمة إعادة قراءة التاريخ، يقول عيسى: هناك محمد المنسي قنديل، وإبراهيم نصر الله، هناك أناس عريقة جدا في كتابة الرواية الاجتماعية التاريخية إن جاز لنا التصنيف.. وأنا مجرد سائر على الدرب وأتمنى أن أحقق، لن أقول نجاحا لنفسي، ولكن انتصارا للرواية التاريخية في ظل عزوف الناس عن التاريخ.

المصدر: صحيفة الدستور المصرية


أضف تعليق