تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

إشهار رواية «أحياء على بحر ميت» للكاتب الحوارات

إشهار رواية «أحياء على بحر ميت» للكاتب الحوارات

عرض د.عماد الضمور في ورقة نقدية أبرز المفاصل الفنية لرواية «أحياء على بحر ميت» للروائي الأردني عبد الحافظ الحوارات، مشيراً إلى أن الكاتب استمد روايته من قصة بطولة حقيقية قام بها أحد أفراد الدفاع المدني الأردني، كان قد قام بواجبه دون أن يدرك أنه يقوم بعمل بطولي حقيقي.

جاء ذلك خلال الحفل الذي نظمته ناشرون وموزعون في المكتبة الوطنية، أدارها د.باسم الزعبي.

وأوضح الناقد أن المكان المحتفى به في الرواية هو الأغوار ببيئتها الصعبة وبساطة روحها المانحة للحياة، مبيناً أن فضاء النص قد تشكّل وفق نسقٍ جمالي خاص، شرعت فيه الأنا الرّاوية بتصعيد فعلها الحكائي، لترسم مشهدية المكان، وتصعِّد من فعل التصوير الاسترجاعي للمكان؛ الذي وفّر طاقة سردية، أفصحت عن روح الطبيعة الغورية.

وأضاف أن اللغة السردية كشفت عن الأبعاد النفسية والجمالية، وما يحيل إليه النص، إذ أمكن من خلالها رصد جوانب أسلوبيّة للنص الروائي المتضمن للسرد، حيث وظّف الكاتب طاقات اللغة في إنتاج دلالة نصّية تحمل الحب و الانتماء للمكان، موضحاً أن أهمية الرواية تكمن في ترسيخها لمفهوم البطولة وسموِّ أثرها وعمق رؤاها، فضلاً عن أنها مستمدة من بيئة أردنية، ومنتمية لهوية ذات طابع نضالي.

وحول المضامين الفكرية والقيمية التي حملتها الرواية قال الضمور، إنها حملت بعداً أخلاقيا إنسانياً واضحاً، فالرّوائي نهل أفكاره من واقع الحياة الاجتماعية في الغور وقيم المجتمع الأصيلة، مما يؤكّد واقعية الرواية وانتماء الروائي له انتماء جعله يرسخ المكان ترسيخاً قادراً على سرد الأحداث بوصف أحد شخوصه الفاعلين والصانعين لفاعليتها الفكرية وتشكّلها الفني، فالمكان والبطل متحدان في إنتاج الرؤيا التي يركّز فيها الروائي على أمرين مهمين هما: وصف البيئة الطبيعية للأغوار ومدى التهميش الذي تعرضت له، وتصوير الشخوص بحالتها الانفعالية ومعاناتها المستمرة، مما جعل الوصف والتصوير عنصرين فنيين لاصقين بالرواية.

أما الكاتب عبد الحافظ الحوارات فقدّم شهادة بيّن فيها أن الرواية لم تكن سيرة ذاتية للبطل الحقيقي، فهو لم يعرف الرجل قبل كتابة الرواية، لكن بطولته التي وصل صداها إلى أماكن الاغتراب، أيقظت في نفسه بطلاً لروايته، والرواية، بالنسبة له، كما قال، ليست محاكاة للحياة الخاصة للبطل الحقيقي، بل هي استضاءت من وحي بطولته.

وأشار إلى أن راشد العبد الله بطل الرواية حمل على جناحيه هموم الغور وأحلام ساكنيه ورفرف بهما عالياً من بطن ذاك المنخفض السحيق في حفرة الانهدام، إلى ما فوق مستوى سطح البحر لعلّها تصل بعيداً بعيداً، موضحاً أن أهالي الغور، الذين يغرقون بالمفهوم الجغرافي تحت مستوى سطح البحر بمئتي متر، غرقى الديون، والإحباط، والفقر، هم أنفسهم الغارقون بحب الوطن والتضحية في سبيله.

وتحدث من وحي الأمسية، العميد أيمن الشراري، الذي أشاد بالكاتب، وذكّر ببطولات جهاز الدفاع المدني التي لا تنقطع سواء في الظروف الطبيعية، أو الطارئة، لافتا الانتباه إلى أهمية أن يتناول الكتاب والمبدعون هذه البطولات، كوسيلة لتربية الأجيال على قيم البطولة الحقيقة.

المصدر: صحيفة الرأي الأردنية


أضف تعليق