احتفت دكة الثقافات السودانية في الدوحة بالروائي السوداني عبدالعزيز بركة ساكن، في أمسية نظمتها الجمعة الماضي بالتعاون مع جامعة قطر، وتحدث الروائي بركة ساكن في الأمسية التي أدارتها الكاتبة بشرى ناصر، عن ينابيع إلهامه ومرجعياته الاجتماعية والثقافية وأسرار وجماليات كتابته السردية، وذلك بحضور جمهور غفير امتلأت به جنبات قاعة مجمع البحوث بجامعة قطر.
وشارك في الاحتفاء بـ «ساكن»، الروائي محمد الحسن بكري، والروائي حجي جابر، من خلال شهادتين إبداعيتين عن تجربته.
كما شارك الأدباء القطريون الدكتور حسن رشيد، والشاعر راضي الهاجري، والأديبة السودانية ناهد محمد الحسن في الحوار. الروائي الحسن بكري ناقش في مداخلته بنية روايتي «سماهاني» و«مخيلة الخندريس»، فقال: «يوظف (ساكن) تقنية «تطفل الكاتب» على الروي authorial intervention أو(intrusion) في «سماهاني»، لكن في «مخيلة الخندريس» على نحو أكبر.
فنجد الكاتب يقحم اسمه أو أسماء كتاب معروفين عمداً أو يخاطب القارئ مباشرة.
هذا توظيف طريف ويضفي بعداً حداثياً لبنية الرواية، مشيرا إلى أنه في رواية «سماهاني»، يفارق الحيز (أو المكان) السودان، لكن تظل الموضوعات والثيمات السودانية تقبع في ثنايا النص: تاريخ علاقات الرق، الصراعات والمقولات المتصلة بالمركز والهامش، العروبة والزنوجة، والاستبداد والحرية. وبابتعاد «سماهاني» عن الواقع المحلي السوداني، هل يمكن لنا أن نلصق بها أي وصف قطري، عُمانية أو حتى زنجبارية؟ واختتم البكري مداخلته بقوله: «تقترب «سماهاني» في موضوعاتها وثيماتها من روايات حقبة العهد الاستعماري وما قبلها، فيما يسمى الأدب الإفريقي.
تجد أعمال تلك الحقبة نموذجها الأنصع في رواية «الأشياء تتداعى» مثلاً لدى النايجيري الكبير شنوا أتشيبي، أو حتى ثيمات شعراء الزنوجة ليوبلد سينغور والمارتينيكي إيمي سيزير وغيرهما».
أما الروائي الأريتيري حجي جابر فقال في شهادته: «نحن في هذا المساء إزاء تجربة إبداعية مختلفة.. إنها الكتابة المصطفة بكليتها إلى جانب المغلوبين والمهمشين والعابرين.. إنها حكايات العاديين، وكما قال سومرست موم: العاديّ هو مجال الكاتب الأخصب». لكن اصطفاف كتابة بركة ساكن إلى جوار المغلوبين لا يجعل منها مهادنة وخانعة.. هي كتابة مسننة وحادة ومختالة ولئيمة وبذيئة، كما ينبغي، لتواجه قبح هذا العالم.
المصدر: جريدة العرب القطرية