تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«ابنة بونابرت المصرية».. رواية تستعيد الماضي لشربل داغر

«ابنة بونابرت المصرية».. رواية تستعيد الماضي لشربل داغر

رواية «ابنة بونابرت المصرية» للكاتب اللبناني شربل داغر وهو روائي لبناني قدم الكثير للمكتبة اللبنانية، فقد كتب في النقد والشعر، بالإضافة إلى كونه مترجما.

والرواية الصادرة حديثا، يكشف فيها الكاتب ممرا إلى نمط من الكتابة يثري به منجزه السردي، وهي الرواية التاريخية التي صار الاهتمام بها يتزايد في الحقل الروائي العربي والعالمي، حيث غدا لقاء السرد والتاريخ ثابتا جوهريا من ثوابت الرواية المعاصرة، ومصدرا غنيا من مصادر تراثها وخصوبتها وقدرتها على سبر أغوار الراهن، من خلال الحفر في تضاريس الماضي، والملاحظ أن هذه المهمة الحفرية والتأويلية لم تعد حكرا على التاريخ، بعدما أضحى التعاطي مع المعرفة التي ينتجها المؤرخون يتسم بنوع من النسبية، لقد اكتسحت الرواية المشهد من منطلق أن لديها ما تقوله عن الماضي، وأن المعرفة التي تبلورها عبر وساطة التخييل والسرد قادرة على إغناء الفكر التاريخي. من هذا المنظور يمكن الولوج إلى العالم الذي تعرضه رواية «ابنة بونابرت المصرية»، والتقصي في التمثلات التي تقدمها لمرحلة مفصلية من مراحل التاريخ العربي الحديث.

فالرواية إذ تستعيد حدثا إشكاليا يتعلق بحملة بونابرت على مصر، التي تضارب الجدل بخصوصها بين المؤرخين والباحثين المهتمين بنشأة الثقافة العربية الحديثة، تفتح بابا واسعا على الحياة الاجتماعية لهذه الفترة، بشكل لا يذعن لأي شرط سوى شرط المتخيل. وفي هذه المزاوجة بين التاريخ والسرد الحقيقي والتخييلي تتحرك الكتابة صوب اللامفكر فيه، وما لا يسمح به التاريخ الرسمي، بهدف تنويع أسئلتها حول الواقع، وهذا الولع بابتكار أساليب جديدة في تمثيل الواقع لا يعكس فقط وعيا مختلفا بوظيفة الرواية ودورها في التعبير عن موضوعات جديدة، وإنما يفيد كذلك في إغناء الخيال السوسيولوجي والتاريخي.

تتميز الرواية ببناء فني يقوم على توزيع الأحداث على ثلاثة دفاتر لكل من جولي بييزوني «1811-1815» وانطونيو دو بالسكالينو «1815» إضافة إلى الدفاتر التي تم تداولها بين نور المنصوري وجوزيف ميري «1815-1825» وتنتهي الرواية باستدراك يتوجه فيه المؤلف إلى القارئ، ويبلور من خلاله وعيا ذاتيا بالرواية ومحتملها، إن هذا البناء السردي الذي ينطوي على تفريعات وهوامش يوفر مجالا للشخصيات لاستدعاء ماضيها وتجاربها السابقة.

المصدر: صحيفة القدس العربي


أضف تعليق