أصدر الكاتب السوداني جعفر حمودة رواية بعنوان “الدالامو”، تخوض في مواضيع وتفاصيل تعكس الوجع الإنساني في شكل أو آخر، وتبدو جديدة على القارئ العربي.
يقول الكاتب عن روايته إنها “ترجمة روائية لمرئيات وأحداث ماضية التصقت بذاكرتي، في محاولة مني لتوضيح ما وراء بعض المشاهد، وتعميق بعض الأفكار والرؤى، فاعتمدت أسلوب اجترار الذاكرة والغوص في أعماقها لأحكي مرئيات ومشاهدات طفولية لم أفهمها أو أدركها وقتها، وأصبحت أميز تلك الحيثيات بوعي يجمع بين الرؤية الإنسانية والواقعية”، مشيراً إلى تفاصيل وأمور أخرى “تتداخل مع الواقع والأحداث التي تطل وتفرض نفسها في ذلك الحين، لذا فإنها كلمات ومواضيع راقت لي، وطرأت على خاطري، وبدأت في تدوينها وتسجيلها من الخيال”، موضحاً أنه دمج شخصيات واقعية عدة “ليتشكل منها النموذج ربيع بطل الرواية، هو أحياناً يمتح من الذاكرة ويجترها ليكتب أشياء مضت ومرّ عليها أكثر من 50 عاماً، وجرت خلالها أحداث كثيرة ومهمة في حياته، وأحياناً يتحدث الكاتب نيابة عنه، وذلك تبعاً لحاجة الموقف إلى الحوار الذاتي وأسلوب التداعيات الذي يعتمد التوصيف الدقيق لخلجات النفس وأثر الحدث فيها، أو إلى الوصف الخارجي الذي يأخذ صورة شمولية لمحيط الحدث”.
هنا مقطع من الرواية: “غصّ قلبي بمخزونه.. طفرت دموعي من آهاته وتفجرت.. وها أنا ذا أضع بين أيديكم بوحي المخبأ في الأعماق.. ربما لا يريح بوح الصدور كل الناس، ولكن أحياناً تكون الوحدة والصمت فقط هما ما نحتاج إليه بديلاً عن البوح للآخرين.. وهناك أوجاع تبقى في الصدور لا يشفيها البوح بل تتكفل بها الضلوع”.
ولئن ندمت على سكوتي مرة فقد ندمت على الحديث مراراً.. هذه هي المرة الأولى التي أبوح فيها ببعض ما في داخلي، لأريح نفسي من عنائها.. وربما تكون الأخيرة.. ربما.
المصدر: صحيفة “الحياة” اللندنية