وقّع الروائي السوري خيري الذهبي، مساء الأربعاء الماضي، في مقهى “ساقية الدراويش”، كتابه الجديد “محاضرات في البحث عن الرواية”، الصادر قبل أيام عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمّان، حفل التوقيع أداره القاص محمد جميل خضر، وشارك فيه الشاعر والناقد عمر شبانة بتقديم قراءة نقدية في الكتاب، كما قدم الذهبي شهادة إبداعية.
وقال الذهبي: إن الرواية الواقعية التي تسربت إلينا من بقايا الواقعية الفرنسية وبقايا الواقعية الاشتراكية الروسية ومن دار في فلكهما، شكّلت بمجملها سُلَّماً للكسالى من الروائيين والكتّاب العرب، الذين أنتجوا متأثرين من خلال هذه العادية شكلاً من أشكال الرواية التلفزيونية المبكرة، و رأى في شهادته أن أزمة الرواية العربية هي في رفضها لكنوزها كألف ليلة وليلة، وفي بحثها عن كل ما “فرنجي برنجي، ولم يترك الساهين عن المرحلة “الهيلينستية”، دون أن يقرعهم نوسانهم عنها، مُديناً إدارة ظهر الأدب العربي ظهره لها، وعدم إدراكه لأهميتها وما أنجزه أسيادها السوريون “الشاميون” من أدب فذ ليست “الفانتازيا”، سوى بعض تجلياته المدهشة”.
من جانبه، قال شبانة إن الكتاب ليس مجرد “محاضرات” في المعنى العلمي للمحاضرة، وهو أيضا ليس بحثاً في الرواية فقط، فالعنوان يختزل كثيراً من المحتويات الحقيقية المتشعّبة للكتاب، ولو شئنا التمدّد والتوسّع، فربّما كان الأصحّ أن نسميه البحث عن سورية أولاً، في الرواية وفي التاريخ، وفي الأساطير والأديان والفلسفات، فهذه العناصر جميعا تتداخل لتشكّل مادّته الأساسية، وتنسج خيوطه برؤية الكاتب الروائيّ، وبنكهته التي ميزت كتاباته. هنا إضاءات على الكتاب، ومحاولة للتوقف عند أبرز ملامحه والقضايا التي يطرحها”.
وأكد شبانة أننا “في هذا الكتاب، أننا حيال خزّان ذاكرة لشام البصرية والسمعية والمقروءة والمحكية التي يمتلكها الكاتب، أعني ذاكرته في ما يخص العالم القديم والمعاصر. خزّان يبدأ بالسؤال الملح دائماً حسب ما يقول خيري، وهو: لماذا كانت الرواية الأولى التي تحوز الشروط الفنية المعقولة في مصر هي رواية “زينب”، وهي رواية ريفية، عن علاقات ريفية، وفي بيئة ريفية، وشخصيات ريفية معاصرة أو تكاد؟ ولماذا كانت الرواية الأولى التي تحوز الشروط الفنية الأولى في سورية رواية تاريخية تدور أحداثها قبل أربعة عشر قرناً، رواية تتحدث عن مكان تاريخي متخيل، وشخصيات تاريخية متخيلة، وبيئة ومكان تاريخية متخيلين.. ويعني رواية “سيد قريش”، لمعروف الأرناؤوط؟.
المصدر: صحيفة “الدستور” الأردنية