تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

الروائي العراقي زهير كريم: الحرب أكثر التجارب المستفزة إبداعيا

الروائي العراقي زهير كريم: الحرب أكثر التجارب المستفزة إبداعيا

قال القاص والروائي العراقي زهير كريم إنه لا يعتمد الصرامة في التخطيط بالنسبة لعملية الكتابة، ولا يعمل على أساس رؤية هندسية بقياسات دقيقة تكون لديه فكرة ومخطط بسيط، لكنه يدرك تماما ومنذ البداية أنه لا يعني الكثير، بل هو مرسوم من أجل أن يمحى.

وأكد صاحب “ماكينة كبيرة تدهس المارة”، في حوار مع “العين الإخبارية”، أنه سيظل مخلصا لفن القصة القصيرة، مهما شغلته الرواية، لافتا إلى أنه أنجز أكثر من مجموعة قصصية، بتقنيات متنوعة، وهي محاولات للدخول إلى مناطق أسلوبية جديدة، وثيمات غير مستهلكة.

وقال زهير كريم إن الحرب هي أكثر التجارب الإنسانية أصالة ومأساوية في الوقت ذاته، أصلية لأنها نشأت مع أول التجارب البشرية في هذا الكوكب، ومأساوية لأنها تعبير عن الجانب المعتم في النفس، وثمة شيء ما يمكن أن نطلق عليه سلطة الذاكرة، هذه السلطة هي نفسها من تضع الوقائع المؤثرة في خانات متقدمة، لهذا هي حاضرة دائما.

وأضاف: عندما نتكلم عن عراقي، امتلأت سيرته الشخصية بسلسلة من الحروب، لا يمكن أن نقاوم هذه السلطة، ربما تحايلنا عليها، لكنها في النهاية تفرض شروطها، وتدفع الحرب، الخبرة البصرية والوجدانية، وأيضا الترسيات التي شكلت بمرور الزمن عدم ثقتنا بالعالم، إذن ثيمة الحرب لا بد أن تكون مهيمنة في الحديث اليومي، وفي النصوص الإبداعية، الحرب هي الأثر الذي لا يمحوه الزمن، فهي لا تذهب بعيدا، بل تستقر في مكان ما داخل المنطقة العميقة، هذا الأثر هو الذي سيكون حاضرا فيما بعد، حتى لو كان طيفا، أو مثل الهواء الفاتر في الكتابة، هو الذي سيهيمن على نشاط المخيلة، فيظهر هنا أو هناك داخل نسيج النص الأدبي، مشهد رفيق مقتول، صرخة أم، وأنين الجرحى، هدير مدافع وأزيز الرصاص. فطبيعي جدا أن يكون خوض تجربة الحرب سواء بشكل مباشر كجندي، على سواتر الجبهة، أو كمدنيّ يعيش أجواءها بطرق أخرى، هو شيء لا يمكن تجاوزه، إن تأثيرها يصل في أحيان كثيرة إلى دخول نفق مظلم، الجنون مثلا، والأمراض النفسية الأقل خطورة، رغم أنها تشكل تهديدا لما يمكن وصفه بالحياة الطبيعية.

زهير كريم كاتب وشاعر عراقي، من مواليد بغداد 1965 هاجر إلى الأردن عام 1993 ثم تنقّل بين مدن كثيرة حتى استقر به الحال في بروكسل عام 2002، برز اسمه بعد صدور روايته “صائد الجثث”، وعقب وصول مجموعته القصصية “ماكينة كبيرة تدهس المارة” لقائمة جائزة لملتقى للقصة القصيرة بالكويت.

المصدر: بوابة العين الإخبارية


أضف تعليق