تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

«الساخر العظيم».. رواية عراقية تدين الاحتلال والفساد

«الساخر العظيم».. رواية عراقية تدين الاحتلال والفساد

رواية “الساخر العظيم” للروائي العراقي أمجد توفيق تضعنا أمام تعاليات نصية عديدة، في شعريتها، وفي واقعيتها، وفي سردها التخيّلي، وفي معالجتها للعديد من الوقائع العراقية بعد الاحتلال، بدءا من واقعة الاحتلال، وإلى مظاهر الفساد السياسي والإعلامي، وانتهاء بأحداث احتلال مدينة الموصل من قبل الجماعات الإرهابية في يونيو عام 2014.

عتبة العنونة هي المتعالية الأولى في الرواية، والتي تُحيلُ إلى دلالة أنْ يكون “الساخر العظيم” هو الشاهد على ما جرى، وأنّ فعل السُخرية هو جوهر الخطاب الضدي في التعبير عن تلك الوقائع، وعن مفارقتها، وعن طبيعة ما تُمثّلته صيغها من شفراتٍ لعرض الوحدات السردية في الرواية، على مستوى البناء الحدثي والنصوصي، أو على مستوى تداخلها مع عناصر أخرى في الرواية، أو على مستوى إبراز وظائفية التقانات السردية، وتأثيراتها على توصيف ما هو خطابي في البنية الإطارية للرواية.

وبقدر ما تحمله هذه العنونة من إشارات، ومن قصدية نصيّة، فإنها وضعت المادة الحكائية في سياقِ معروضات، قارب فيها الروائي، الأحداث والشخصيات، عبر إبراز هوية الخطاب الروائي، وعبر ربطها مع تفصيلات الزمان والمكان، فضلا عن قصديته في الكشف عن “المسرود الذاتي”، حيث قاربت الرواية سردية الميتاسرد، وسردية الهوية وسردية الأسماء، وعبر رصد تداخلها النصوصي، وعبر طرائق اشتغالها، ومن خلال تأطير فاعلية الخطاب السردي بوصفه خطابا إشهاريا يقوم على ضدية الاحتلال والفساد، الاستبداد والإرهاب. إذا كان زمنُ الحدث الواقعي يبدأ بعد احتلال العراق عام 2003، فإن الزمن السردي في الرواية يتشكّل عبر فاعلية فضح هذا الواقع، ومن خلال مواجهة احتلال الموصل، وفساد الوقائع العراقية، ومن خلال لحظة سبي النساء الأيزيديات، واختفاء الشابة بهار في بيت إبراهيم الأصيل، وهو ما أفضى إلى “تداخل نصوصي” له تداخل زمني، على مستوى علاقة هذا البيت بالاختفاء، أو على مستوى علاقة البيت ذاته بالكشف عن المخطوطة وعن طلاسم أرقامها وشفراتها.

المصدر: موقع العرب


أضف تعليق