استضافت دائرة المكتبة الوطنية الروائي محمد المقداد، في أمسية ثقافية للحديث عن روايته «الطريق الى الزعتري» بمشاركة الشاعر والناقد السوري محمد طكو رئيس صحيفة «ذي المجاز» الالكترونية، بتقديم قراءة نقدية في الرواية، فيما قدم شهادة ابداعية في الرواية رئيس منتدى الجياد للثقافة والفنون الأديب سامر المعاني، وأدارت الحوار الروائية عنان محروس وسط حضور من المثقفين والمهتمين.
واستهل الأمسية الشاعر والناقد محمد طكو قراءته النقدية بالقول: بأن الكاتب قد تقمص شخصية المحامي الذي يؤرخ الحوادث بشكل متقن، وشبه أبطال الرواية بالفسيفساء، وعبر في روايته عن معاناة اللاجئين، وكما بيّن أسباب اللجوء
وأكد طكو بأن الكاتب كون مجتمعاً متكاملًا من الشخوص قائماً بذاته بين المثقف والفلاح والعامل والعادي والزوجات والأبناء، وكما التقى البعض وافترق البعض في روايته، بالإضافة إلى الأصوات الداخلية للأبطال التي استخدمها الكاتب في روايته من خلال التعبير عن نفسها وعن ثورتها، ناهيك عن أبجديات الحب التي لا تلبث أن تنبض من خلال أسطر الرواية.
من جهته قدم المعاني شهادته الإبداعية والتي قال فيها: بأن الكاتب غزير الانجاز صادق الرسالة يجعل القارئ يسكن أروقته، وهويصف المكان بأدق التفاصيل من حيث الشكل والمحتوى والتفاصيل الدقيقة للأحداث وحبكها بطريقة لا تخلو من عنصر الإدهاش والتشويق، بالإضافة إلى ذلك فإن الكاتب شديد الذكاء وبديع الانتقاء في شخوصه التي حركت الأحداث بطبيعة الإنسان الريفي وهمومه وسلوكه ومعاناته.
وبيّن المعاني، بأن الكاتب قد وظف في مجرى الحوارات الداخلية للرواية هول المعاناة الإنسانية، كما في أعماله السابقة، مؤرشفا كل مشاهداته في نتاجه الأدبي ومبرزا العنصر الزمني والمكاني، وكان يمتلك قوة التأثير وسبك الأحداث والتنقل بسهولة وممسكا بخيط السرد بشكل يجعل القارىء متواصلا مع مجرى الأحداث.
أما مؤلف الرواية المقداد في مداخلته قال: بأن روايته هي تجسيد لمعاناة عاشها الشعب السوري المكلوم وأنينه المتواري خلف أسوار القهر ودروب الوطن المزروعة خوفاً ورعباً، مبيناً بأنها وثيقة اجتماعية تحكي كلام الناس البسطاء على مختلف انتماءاتهم، ومن ثم وقع روايته للحضور وسط حفاوة كبيرة.
المصدر: صحيفة الدستور الأردنية