تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح في الدورة العاشرة.

العماني محمد الزرافي يستدعي يقظة القارئ في «صندوق الأحلام»

العماني محمد الزرافي يستدعي يقظة القارئ في «صندوق الأحلام»

نواجه في قصص المجموعة القصصية “صندوق الأحلام” لمحمد الزرافي الصادرة مؤخراً عن دار مسعى الكندية بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، مثل: قصة “الملاحق”، و”القلم الجاف”، و”ما حدث للنوارس”، وغيرها، نهايات مفتوحة تستدعي يقظة القارئ لكل مقدمات الزرافي السردية القصيرة التي تذهب به للنهاية دون أن يذكرها. وفي ظل ذلك يوزّع مناخات مجموعته بين عدّة قضايا، بعضها ذاتي، وبعضها بمدلول اجتماعي وسياسي، ولكن جميعها متفقة على أبطال منكسرين في هامش الحياة.

يلمس القارئ في قصة “صندوق الأحلام” -التي تتكئ عليها المجموعة في عنوانها- الحدث القصصي المتصاعد من لحظة تدشين الطريق المؤدي بالبطل إلى الحلم لينتهي بالأحلام المؤدية إلى الطريق. وهنا يفكك الزرافي الدراما القصصية بصورة تخييلية فانتازية لما يجب أن تكون عليه الأمور خارج صندوق الأحلام. الأمر نفسه في قصة “لا نجوم في المدينة” التي رتّبت بشكل رمزي مواعيد الرجل الوحيد أمام الظل الآدمي المتخيّل.

هكذا يستمر القاص الزرافي في بناء عوالمه القصصية عالماً تلو عالم بين الخيالي والواقعي، ففي قصة “نهاية” تتجلى لحظة الفردانية المطلقة، وقسوة المدينة والعالم أمام الإنسان، لتعيد لنا مسرح علاقته بالمدن الإسمنتية التي تقدّس العمل وتحول الإنسان إلى مجرد ماكينة ضخمة لابتلاعه.

يقول الزرافي إن هذا الكتاب هو أفكار استخلصت، وآراء أوردت، في ما رأيت وسمعت وحدث ويحدث، فهو إذن، مشاهدات انبعثت من حوادث، ومواقف، عن تجربة متواضعة في هذه الحياة. إن ‘صندوق الأحلام، يحوي كتاباتي الأولى في القصة القصيرة، التي يعود بعضها إلى ثلاث سنوات خلت. في ذلك الوقت، كنت أكتب لأجل نفسي فحسب، واضعًا في ذهني أن القارئ الوحيد للقصة التي أكتبها هو أنا، وحريصًا على وضع التأثير الذي أردت أن أحس به كقارئ، وعندما تأتي فرصةُ نشر، لن تكون هذه الكتابات الأولى إلا تجربة قديمة مفيدة، تشبه الحبوَ الذي يسبق خطوات الطفل الأولى، تكون منطلقًا لكتابة ما هو أفضل.

المصدر: موقع العرب


أضف تعليق