عن دار العين للنشر في القاهرة صدرت رواية «المايسترو» للروائي المصري سعد القرش ، وفيها يبتعد كثيرا، هناك في الخليج، على قارب فقير صنعه شاب هندي بمهارة فطرية، خلال بضع ساعات من غروب الشمس إلى منتصف الليل.
أربعة رجال من العرب والأجانب توحدهم الأشواق والهموم والشجون، فوق هذا القارب الذي يجرفه التيار ببطء نحو يخت كبير في مياه الخليج، ليس بين شركاء السهرة ما يدعو إلى الخوف، ويعلمون أنهم سيتفرقون في منتصف الليل، ولن يلتقوا مرة أخرى، فيفتحون قلوبهم ويتسامرون فيما يشبه الاعترافات، عن الخطايا والخوف والسفر والحب والحنين والطموح إلى العدل، ويتحاورون حول الأديان والعقائد والثقافات والتقاليد، وهم في حالة من السماحة والإيمان بسعة العالم للأمم كافة.
هؤلاء هم: العامل الهندي الشاب «أنيل»، والعامل التّبتي «تسو» الحالم بالعودة إلى بلاد يتزامن احتلالها مع سنة ميلاده، و«نوّاف» ابن البلد الذي ينتظر الإنصاف، والمحامي المصري «مصطفى» البوهيمي الشبيه في ملامحه النفسية من بطل «النبي» لجبران خليل جبران، وقد أتى لأداء مهمة محددة، يعود بعدها إلى زوجته لورا في الولايات المتحدة.
تنفتح الرواية على آفاق إنسانية يمثلها أبطالها الأربعة الذين يجمعهم العشاء في القارب، قبل وداع مصطفى، عشاء أخير يضم الطعام والشراب وحكايات تمتد إلى الماضي، عن تجارب مبهجة ومريرة، يسردونها في دعة وغضب، إذ لا يتفقون إلا على عدم احتمال قبح العالم، ذلك القبح الذي يتجلى بالقرب منهم، وتكاد امرأة تدفع ثمنه حين يتم إلقاؤها في المياه، ولكنهم يتمكنون من إنقاذها. وقبل المغادرة تبدو بشائر زلزال كبير، بانتظار من يعلن نفيرًا يخرجهم إلى النهار.
سعد القرش روائي مصري له خمس روايات: «حديث الجنود» 1996، «باب السفينة» 2002، و«ثلاثية أوزير» التي تضم: «أول النهار» 2005، «ليل أوزير» 2008، «وشم وحيد» 2001. ونالت «أول النهار» المركز الأول لجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي (الدورة الأولى 2011)، وفازت «ليل أوزير» بجائزة اتحاد كتاب مصر عام 2009.
المصدر: صحيفة الأهرام