نظم الملتقى القطري للمؤلفين مساء اليوم الإثنين، ندوة بعنوان «الاتجاهات الحديثة في كتابة الرواية» وذلك في مقر وزارة الثقافة والرياضة بحضور كوكبة من المثقفين والأدباء.
واستعرض الروائي والأكاديمي الدكتور أحمد عبدالملك في مداخلته أهم المحطات التاريخية للرواية العربية بدءاً من رواية «زينب» لمحمد حسنين هيكل الصادرة عام 1914 وما تم رصده لبعض النقاد الين يرون صدور بعض الروايات قبل «زينب وهي حـســن الـعـواقـب» للبنانية (زينب فـواز) في العام 1899م، ثم اهتمام الرواية العربية بالسرد والقدرة على تطويع المفردات في الخيال، واتخاذ الرواية قضية تناهض من اجلها فتحملت عبء مقاومة المستعمر، ثم جاءت رواية التي تعبر عن المنفى مثل عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم، وموسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح، ليتجه بعدها الروائيون إلى ما يسمى بأدب المدينة الفاضلة أو «اليوتوبيا»، ثم تأتي روايات «الديستوبيا» الذي يجرد الحقائق بما فيها من فساد ومشكلات، ثم الاتجاه نحو أدب الرعب، وبعدها أدب الخيال العلمي.
وأشار عبدالملك إلى تطور الرواية العربية عبر الزمن في مضامينها وقيمها المدافعة عنها مطالبا بأهمية أن تتخلص الرواية اليوم من اللغة السردية التقليدية والتخلص من هيمنة الزمان والمكان في ايقاعات جديدة تتماشى مع روح العصر.
من جانبه أكد الدكتور محمد مصطفى، أستاذ الأدب والنقد بجامعة قطر أن التغير في بنية المجتمع والمدينة في العالم العربي أدى إلى تحول كبير في المشهد الروائي فلم يعد مقبولا البطولات الفردية اليوم أو الكتابة الملحمية أو الثلاثيات ولن يقبل القارئ ببطولات العاشق البائس ايضا بل حيث أفرزت التطورات المجتمعية تطورا في بنية الكتابة الروائية حتى على مستوى اللغة لم تعد اللغة المعجمية الرصينة مستخدمة بل اصبحت لغة التفاهم اليومي هي الشائعة، واستطاع الكاتب أن يخترق التابوهات ولم يعد يلجأ إلى الرمزية كما لجأ إليها كاتب الأمس مثل “شيء من الخوف ” لثروت أباظة.
كما تحدث في مداخلته عن ظهور أفاق جديدة في الرواية مثل الرواية العرفانية وهي الصوفية التي تلتحم مع التاريخ، والرواية الرقمية والتي ما زالت في أول طريقها عربيا وإن كانت نجحت عالميا.
المصدر: وكالة الأنباء القطرية