نوه الناقد والأكاديمي المصري، صلاح فضل، بمستوى رواية “نوميديا” للكاتب المغربي طارق بكاري، وقال إن هذه الرواية الصادرة عن “دار الآداب” في بيروت لفتت إليها الأنظار لمستواها الإبداعي المتميز.
وأكد في مقال نشرته صحيفة “المصري اليوم” المصرية بعنوان “بكاري يحيي الأسطورة الأمازيغية” إن الرواية لا تزال تلعب دورا فى تجذير الوجود الأنثروبولوجى للكيانات الإثنية التى تتعايش فى الوطن العربى، وتنتقل بها من مرحلة الاحتدام العرقي وما يفضى إليه من تطرف طائفى عندما يتم كبته وتجريمه، إلى مرحلة التوافق الصحى.
وقال في ذا الصدد إن “النوبيين والطوارق والأكراد والأمازيغ عندما ينخرطون فى جسد ثقافي واحد بالكتابة العربية يخلعون عن عرقياتهم إثم العزلة، ليذيبوا توتراتهم ويبرزوا خصوصيتهم”.
وأضاف أن الرواية “نوميديا” التى نشرتها دار الآداب والتي” لفتت إليها الأنظار، نموذج شيق لعبور الهوة وانصهار الثقافة بين العرب والأمازيغ في الشمال الإفريقى، وإن كانت لا تصمت عن الجروح التى مازالت دامية من المستعمر الأوروبى، فقلعة الرومى التى تطل على قرية (إغرم) ملاذ بطل الرواية مراد تجسد هذا الماضى الكئيب”.
وبعد أن استعرض مضمامين الرواية وأحداثها، خاصة علاقة البطل مراد بمعشوقته الراحلة والشقراء جوليا التي يكتشف لعبتها في التمثيل عليه والنكاية به ويصر مع ذلك على الاستمرار في علاقته بها، اعتبر أن بطل الرواية مراد يعيش تجارب نفسية عارمة، ولحظات وجودية مريعة، يخترقها خيطان متقاطعان، قبل أن يندمجا فى نسيج واحد، أحدهما هو عذابه الداخلى ومتعته السادية مع الشقراء جوليا.
واستطرد يقول “هذان الخيطان من الغرام الغادر والعشق الدامي فى سبيل الولع بالرواية والكتابة وطيور الظلام الإرهابية المتربصة بالمثقفين، من ناحية أخرى يمثلان مع أسطورة الشخصية الأمازيغية أضلاع هذا العمل الروائى المشبع الممتع، من إحكامه ولغته، فى مشاهده وأخيلته، فى إيقاع أحداثه وزخم ذكرياته، فى تمثيله الجمالي الرائع للوجود الأمازيغى المكين فى القرية والأغنية، والأسطورة والذاكرة، ما يضفى ظلالا من الشعرية الرائقة على هذا النص الإبداعى البديع”.