في رواية جديدة للناقد التونسي الدكتور نزار شقرون، والصادرة عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، يذهب الكاتب إلى عوالم عديدة خلال روايته المعنونة “الناقوس والمئذنة”، عندما يلامس وقائع حياتية فرنسية، لا يغفل خلالها الواقع التونسي ، متناولاً إياهما بقدر كبير من الجرأة والشفافية.
هذه الجرأة تعامل معها الكاتب بلغة سردية ، مستخدماً فيها العديد من المفردات العذبة، والتي دفع بها إلى روايته ، ما يجعل طريقة سردها أشبه بعذوبة القصائد الشعرية ، التي تلامس الشعور المرهف، والحس الوجداني.
الحكي الذين لجأ إليه د.نزار شقرون في روايته، جعله يتنقل بين المحطات التي عاش فيها الشاب وليد، البطل الرئيس للرواية، والذي انتقل إلى باريس، متطلعاً للدراسة فيها، حتى قاده حبه للسينما إلى إخراج أفلام تعكس تساؤلاته ورؤيته حول العديد من القضايا الدينية والحياتية.
هذه الرحلة قادت هذا الشاب إلى الوقوع في شرك حب فتاة فرنسية، وهنا استطاع الكاتب التعامل مع هذه العلاقة بمهارة سردية فائقة، عندما نجحت هذه الفتاة في تعويض الشاب وليد، فقده لأخته المتوفاة.
وفي حبكة درامية مماثلة، ينجح الكاتب في سرد ذاك الحدث الجلل الذي يصيب بطل الرواية، عندما يتعرض للاتهام بقتل قس مسيحي، لينطلق منها إلى روح المغامرة التي تجذب المتلقي، ما جعل المؤلف يدير دفة هذا الصراع مستخدماً المفردات القوية، التي تناسب السرد الروائي المحكم، الذي يتنقل بين محطاته، راصداً أحداث الرواية.
هذه الأحداث، استطاع د.شقرون إبرازها مستعرضاً الأماكن والشخوص المختلفة التي توقف عندها، وإبرازها للمتلقي، حيث تمكن من خلال سرده التوقف عند الأحداث، ليمنح كل حدث تفاصيله، ولكل حديث حقه، ولكل مكان واقعه، ولكل وصف قدره.