تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«الوارفة».. حكاياتٌ بين الحلم واليقظة

«الوارفة».. حكاياتٌ بين الحلم واليقظة

تنسج رواية «الوارفة»، للكاتبة السعودية أميمة الخميس، تفاصيل سرد مختلف، يحتفي بالمشاهد الاجتماعية البسيطة، ويحولها إلى حالة روائية تجمع بين الخيال والواقع، وتحكي الرواية عن الفتاة «جوهرة»، التي تعمل في إحدى مستشفيات العاصمة السعودية الرياض، وهنالك تلتقي بحضارات وثقافات وعوالم جديدة، من خلال علاقة الصداقة التي تجمعها بزميلتها في العمل «أدريان» وهي فتاة أوروبية، تمدها بقصص من عالم بعيد وراء البحار، تعبر إليه «جوهرة»، بالخيال وبحكايات صديقتها.

ينهض السرد من خلال حبكة اجتماعية، ويغرق في تفاصيل الحياة التي تعيشها المرأة في الأسرة والعمل، وتقدم الكاتبة تلك العوالم بتقنيات سردية رائعة، فهي متمكنة من ناصية اللغة، بحيث يقدم النص ملمحاً شعرياً شفيفاً، كما أن الرواية تحفل بالمشاهد والصور التي كونتها الكاتبة بأسلوب بسيط ورشيق.

وجدت الرواية تداولاً من القراء في مواقع مراجعات الكتب، حيث أجمعوا على فرادتها الأسلوبية، وإمكانياتها الرائعة في توظيف اللغة، ويلاحظ أحد القراء أن الفضاء السردي للرواية قريب من القارئ العربي، ويقول: «حضور الشخصيات في الرواية، كان بارعاً ولافتاً، كما أن الكاتبة تنسج منظومتها السردية من ذاكرة قريبة للقارئ العربي، حيث إنها تتناول قضية العادات والتقاليد بأسلوب بسيط وجذاب، دون حالة التصادم مع المجتمع»، فيما يشير قارئ آخر إلى تقنيات السرد واللغة في العمل، ويقول: «استطاعت الكاتبة بأسلوبها المميز البسيط، الاستحواذ على القراء، فهي صاحبة لغة شاعرية جميلة، وكأنها تكتب بريشة وترسم أجمل الصور».

وتشير إحدى القارئات، إلى تلك المقدرة البديعة للكاتبة في رصد حالة الهذيان وأحلام اليقظة التي تعيشها بطلة الرواية، حيث تخاطب كائنات متعددة، وتقول: «المثير في الشخصية الرئيسية هي مخاطبتها ورؤيتها لما يسمى القرين، أو الكائن الذي لا يراه غيرها، فذلك يكون تارة على شكل شجرة، أو نافورة صاخبة الألوان، وهذا يدل على خصوبة الخيال لدى الكاتبة»، فيما تؤكد قارئة، قوة التعابير اللغوية والتشبيهات وجماليتها في السرد، فتقول: «فكرة الرواية جميلة ومعبرة، غير أن الأمر الأكثر متعة هو متانة التشبيهات، وذلك عندما شبهت البطلة أختها بالسفينة المحتجزة داخل قارورة، كما تحتشد الرواية بالتعبيرات والجمل البلاغية وكأنها قصيدة شعرية».

يوضح أحد القراء أن التعبير عن الفكرة لدى الكاتبة، أتى في أفق فلسفي من خلال قوة الحوارات، وتوظيف الخيال بما يخدم المضمون، فيقول: «فلسفة الحوار في فصل الكتاب الأخير تنم عن ثقافة الكاتبة، وقدرتها على جذب القراء نحو القضية التي تطرحها».

وعلى الرغم من هذا الاتفاق على جودة الرواية، إلا أن بعض القراء يرى أن الأحداث بدأت سريعة ومتتابعة بشكل مميز، لكن بطء الإيقاع حاصر الرواية في العمق، كما ساد بعض التكرار.

المصدر: صحيفة الخليج


أضف تعليق