انطلقت اليوم، الإثنين، العاشر من أكتوبر الجاري، أعمال الدورة الثانية من جائزة كتارا للرواية العربية 2016، التي تستضيفها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” للارتقاء بالرواية العربية في فضاء الثقافة والأدب والفكر، بمشاركة نخبة من الأدباء والكتاب والروائيين والناشرين العرب وتستمر ثلاثة أيام.
وقام الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام كتارا، بتكريم المشاركين في ورشة كتابة الرواية العربية، بالإضافة إلى افتتاح معرض مقتنيات الأقلام، وافتتاح معرض رواية الفتيان، وافتتاح معرض نجيب محفوظ.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة رحب سعادة الدكتور خالد السليطي بالحضور، مؤكدا سعي المؤسسة الجاد والعمل الدؤوب لتبقى جائزة كتارا للرواية شعلة وهاجة في كل عام، مشيرا إلى أن جائزة كتارا للرواية العربية على جدتها وحداثة سنها، أصبحت ملتقى مركزيا كبيراً، يشهد على ذلك الإقبال المطرد للمشاركينَ في الدورة الثانية؛ إذ فاق عدد المشاركات كل التوقعات، حيث بلغ 1004 في ثلاث فئات هي: الرواية غير المنشورة بـ 732 عملا والرواية المنشورة بـ 234 مشاركة وفئة الدراسات النقدية بـ 38 دراسة”، مؤكدا أن هذا الإقبال المتنامي يعكس جغرافية أدبية شاسعة على امتداد الوطن العربي.
وقال سعادته: “بما أن طبيعة النوع البشري ميالة إلى التغيير وعدم الجمود، فإن طبيعة النوع الأدبي، نزاعة إلى التجديد والتجدد، مشيرا إلى أن جائزة كتارا للرواية العربية أطلقت فئة جديدة وهي فئة روايات الفتيان غير المنشورة في الدورة الثالثة، وأنه سيتم تطوير هذه الجائزة وتعزيزها بإضافة فئات أخرى في المستقبل القريب.
وأشار مدير عام “كتارا” للحضور (ضيوف المهرجان) بأهمية دعمهم لمبادرة اليوم العالمي للرواية العربية، الذي تم الاتفاق حوله مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (ألكسو) من أجل إقراره في الثالث عشر من أكتوبر بعد التنسيق مع اليونسكو، مشيرا إلى أن الهدف من هذه المبادرة “التأكيد على المكانة العالية التي تبوأتها الرواية العربية، فحقَّ علينا التقدير وحقَّ لها التكريم”.
من جانبه أعرب خالد عبد الرحيم السيد، المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية، عن تطلعه في أن يلقى هذا المهرجان صدى طيبا وتفاعلا واسعا في الساحة الثقافية العربية، لاسيما وأنه يتضمن العديد من الفعاليات والندوات والمعارض التي تحتفي بالرواية العربية، لتشكل لوحة إبداعية، لما يجب أن تكون عليه حال الرواية ومكانتها في وجدان كل عربي.
وقدم خالد السيد لمحة عامة عن برنامج مهرجان كتارا للرواية العربية الثاني، منوها أنه بالإضافة إلى إصدار كتارا لـ 25 رواية، فإنه تم إصدار رواية بعنوان “ألقاك بعد عشرين عاما” لشمة الكواري التي قررت المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” دعمها، إضافة إلى توقيع كتاب “الرواية القطرية: قراءة في الاتجاهات” للدكتور أحمد عبد الملك، ودراسة عن “الرواية العربية في القرن العشرين” (تأليف مشترك).
بعد ذلك قام سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بتكريم للمشاركين الإثني عشر الذين شاركوا في برنامج الورش التدريبية لفن كتابة الرواية العربية للعام 2016، وهم: محمد حسين العنزي، وبنة علي صالح، وندى عبدالله الشهراني، وخديجة العربي، ولبابة أمير الهواري، ومايا مالك الأسطواني، ومحمد أحمد منهل، وريم محمد حسين، ومسعد عبدالكريم السعدي، وعائشة عمر الإدريسي، وداليا مصطفى حسين، وآمنة جعران.
وكان حفل الافتتاح شهد توقيع 28 إصدارا من الروايات والكتب التي صدرت عن جائزة كتارا للرواية العربية خلال العام الجاري، بحضور الروائيين الفائزين في الدورة الأولى في فئتي الرواية غير المنشورة والرواية المنشورة، ثم قام الحضور بجولة في معرض “رحلة إبداع” للأديب الراحل نجيب محفوظ والذي احتضنته القاعة رقم واحد بالمبنى 18 بكتارا. ويؤرخ المعرض لمسيرة هذه القامة الأدبية العربية منذ ولادته عام 1911 بحي الجمالية بالقاهرة، مرورا بالمحطات الكبرى في حياته إلى أن وافته المنية عام 2006، وهو العربي الوحيد الذي نال جائزة نوبل للآداب في الثالث عشر من أكتوبر عام 1988 ، بعد ترشيح من الدكتور عطية عامر.
كما تم افتتاح معرض “مقتنيات الأقلام”، ويضم أقلاما وتحفا قديمة في مجال الكتابة، بعضها كُتبته روايات شهيرة، علاوة على ما قاله كتاب وروائيون عن القلم أمثال: جرجي زيدان، ويوسف السباعي، وميخائيل نعيمة، ونجيب محفوظ، وواسيني الأعرج، وجبران خليل جبران، وأحلام مستغانمي، وأنيس منصور، وتوفيق الحكيم، ومحمد حسن علوان، وليلى العثمان، وغسان كنفاني، ويحيى خلف، وفضيلة الفاروق، وفوزية رشيد، ويحيى حقي، وياسر حارب، ومحمد شكري، وغادة السمان وغيرهم.. كما شهد المهرجان افتتاح معرض “رواية الفتيان” الذي يمثل إضافة نوعية أشاد بها الحضور.
ويعقد خلال المهرجان ندوة عن الرواية العربية من أربع جلسات بمشاركة أكثر من عشرين ناقداً وروائياً وباحثاً من الوطن العربي، حيث تتطرق الجلسة الأولى إلى المتغيرات في الرواية العربية المعاصرة، وتتناول الجلسة الثانية تحولات الشكل في الرواية العربية، وتناقش الجلسة الثالثة المحلي والإنساني في الرواية العربية، بينما ترصد الجلسة الرابعة واقع وتحولات الرواية الخليجية.
ويتوج المهرجان بحفل إعلان وتوزيع الجوائز على الفائزين الخمسة في فئة الرواية غير المنشورة وقيمتها 30 ألف دولار لكل عمل والرواية المنشورة وقيمتها 60 ألف دولار لكل رواية، إضافة إلى الروائيين الفائزين بأفضل إنتاج قابل للتحويل إلى عمل درامي، كما توزع الجوائز على الباحثين الخمسة الذين فازوا في صنف النقد الروائي والدراسات غير المنشورة والبالغة قيمتها 75 ألف دولار، وسيعلن خلاله أيضاً عن فتح باب الترشح للجائزة في دورتها الثالثة والذي يستمر حتى 31 ديسمبر القادم، وتضاف لهذه الدورة فئة جديدة هى روايات الفتيان غير المنشورة.
وتبلغ مشاركات الدورة الحالية 1004 مشاركات، حيث وصل عدد الروايات المنشورة إلى 234 رواية طبعت عام 2015، و732 رواية غير منشورة، إضافة إلى 38 دراسة، وقد احتلت مصر والسودان صدارة الدول المشاركة من حيث العدد، تليهما بلاد الشام والعراق، ثم دول المغرب العربي ثم الدول الخليجية، تليها اليمن إضافة إلى 7 مشاركات من دول غير عربية وهى “السويد، إريتريا، نيجيريا” وطبعت المؤسسة 28 إصدارا عبارة عن الدراسات والروايات العربية المتوجة في النسخة الأولى وترجمتها إلى الفرنسية والإنجليزية.
يشار إلى أن جائزة “كتارا” للرواية العربية هى جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” في بداية عام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة، وتهدف إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدماً نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، وتلتزم الجائزة بقيم الاستقلالية، والشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشحين.
كما تقوم بترجمة أعمال الفائزين إلى اللغات: الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والهندية، وتحويل الرواية الصالحة فنياً إلى عمل درامي مميز، ونشر وتسويق الروايات غير المنشورة.