صدرت حديثا للكاتبة التونسية حياة الرايس رواية سيرة ذاتية بعنوان “بغداد وقد انتصف الليل فيها”، وفيها تتعرض لفترة تاريخية هامة من تاريخ العراق تبدأ منذ السبعينات. وعن سبب اختيارها لقالب الرواية السيرية تقول “ليس الشكل الروائي أقل خصوبة من شكل السيرة الذاتية. ليست المشكلة هنا في المحتوى، ولكن التداخل يقع على مستوى الشكل. ورغم أن الرواية فن قائم بذاته والسيرة كذلك فن قائم بذاته إلا أنه كثيرا ما يقع التداخل بينهما، وما يجمع بينهما أكثر مما يفرق. فكلتاهما تنتميان إلى مجال السرد القصصي أو ما يماثله بل وتنطلقان منه لبناء نصوصهما، كما تحتكمان إلى الواقع الراهن أو المستعاد في خلاصة تتماهى مع عرض لموقف ما مما جرى ويجري”.
وتتابع الرايس “تشتبك الشخصية المكتوبة بالضرورة في تدوين خطاطة تقترب من الشهادة. الحقيقة أنني اخترت أن أكتب سيرتي الذاتية أو مرحلة من حياتي في شكل رواية، وقد كنت أستطيع أن أختار شكل القصيدة أو المسرح أو غير ذلك، لأن السيرة ليست حكرا على الرواية. وقد كنت وفيّة لميثاق الناقد المُنظِّر لفن السيرة الذاتية فيليب لوجون ووضعت عهدا بيني وبين القارئ في مقدمة الرواية ينص على أنها رواية سيرة واقعية وشهادة على العصر. إذ هي مذكراتي الجامعية ببغداد، وذكرت كل الأشخاص بأسمائهم وكذلك الأماكن والأحداث، لأنها شهادة على الذات وشهادة على الواقع وعلى العصر، وتأريخ لمرحلة زمنية معينة من تاريخ العراق أواخر السبعينات وبداية الحرب الإيرانية العراقية، ولم أتخفّ وراء أقنعة وأسماء مستعارة والتكلم بضمير الغائب مثلما يفعل بعض الكتاب في التقنية الروائية هروبا من إحراجات خاصّة، مع العلم أنه ليس هناك أدب خال من التخييل”.
تغوص هذه الرواية في فترة تاريخية مؤثرة من تاريخ العراق منذ السبعينات وأوائل الثمانينات وهي المرحلة التي قضتها الكاتبة في بغداد للدراسة، وتوضح “لحقت حكم أحمد حسن البكر، وعشت مرحلة حكم صدام حسين، كما كتبت عن الحرب العراقية الإيرانية التي عشت تفاصيلها وهولها والدراسة على ضوء الشموع في الملاجئ وقت القصف، على إيقاع صفارات الإنذار وقت الغارات وأزيز الطائرات وصوت المدافع والقنابل”.
المصدر: موقع العرب