صدر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون، صدرت رواية بعنوان “بيت القشلة”، للكاتبة والشاعرة المغربية سكينة حبيب الله، وتقع الرواية في 184 صفحة من القطع المتوسط.
وتدور رواية “بيت القشلة” حول “هاجر الشَّهب” التي تغادر منزل قشلة عين البرجة في بلدها المغرب يتيمة بأبوين ما زالا على قيد الحياة، بعد أن لقنها الحرمان درساً قاسياً وكسرها بحقيقة أنها لا تستحق أي شيءٍ.
قضت “هاجر” طفولة قاسية ومضت في الحياة وحيدةً، مثل سائحةٍ تائهة، تحمل إرثاً ثقيلاً داخلها دام أكثر من ثلاثين سنة، تستعيده كلما تذكرت كلمات أمها كمن يرمي تراب فوق موقد “ماذا أقول إن كان أبوك نفسه قد هرب في تلك الليلة التي أخرجتك فيها من بطني”.
وعندما كبرت الطفلة كانت باريس ملاذها؛ أتت إلى باريس بلا أمل، وغادرتها بلا أمل، وبين ذهاب وإياب، أخذت منها باريس يأسها القديم وأعطتها واحداً جديداً.
تدور الأيام وتلتقي الرجل، الذي من المفترض أن يكون والدها، وكانت قد عرفت أنها ليست ابنته، وإنما هى ثمرة حب بين أمها ورجل آخر، وأعطت الأم اسم ابنة لزوجها لها أي “هاجر” بعد أن قرر الأب دفن ابنته الحقيقية ليلاً في حديقة كما تدفن القطط!!
عبر هذا الفضاء يتم تظهير الأحداث في “بيت القشلة” في مجرى سردي لا ينتهي بل يتجدد ويستأنف من جديد استكمال باقي حلقات الحكاية وخلاله يتم وصف الأمكنة، الشخصيات المكملة للحكاية، وقوع الأحداث وغيرها من عناصر كتابة النص الروائي.
وأهم ما فيه أنه يترك القارئ في حيرة يتوق فيها إلى تبرير ما وقع، مثل: لماذا أراد الأب للطفلة أن تموت؟ وما علاقة قصة رواية “الشجرة المتفحمة” التي تركها الأب بعد وفاته بـ«هاجر»؟، والتي قال الناشر عنها “لم يكن ممكناً لكاتب الشجرة المتفحمة أن يكره ابنته”.
في تلك الرواية ظل البطل يبحث عن طفلته إلى آخر صفحة، مع أن فرصاً كثيرة أتاحت له قتلها “روائياً”.
قد يقاوم الكاتب قتل شخصيةٍ مرة، مرتين، لكن «صال نام» بطل روايته صمد إلى آخر صفحة؛ والرواية بأكملها كانت تريد للطفلة أن تموت!!.
المصدر: جريدة “العرب اللندنية”