تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«تمر الأصابع».. التمرد على سلطة غاشمة ورفض العنف الموازي

«تمر الأصابع».. التمرد على سلطة غاشمة ورفض العنف الموازي

رواية “تمر الأصابع” للكاتب العراقي محسن الرملي تتناول الإحساس بالوطن الذي لم يكن وطنا آمنا، إلا أنه يظل ساكنا بداخل المغترب، يعيش معه وفي أجواءه حتى وهو في بلد آخر استقر فيه.

أهم ما تتناوله الرواية فكرة الوطن، والصراع بين أناس متمردون يعتزون بأنفسهم وبين السلطة الغاشمة التي تريد إخضاع الناس وتسير وفق مصالحها، فهي سلطة ظالمة طبقية تحابي من ينتمي لها وتشجع الفوارق الطبقية، وفي حين أنها تتيح كل شيء للقريبين منها تتعامل بأشد درجات العنف والقسوة مع باقي المواطنين، خاصة الذين يتمردون عليها أو يواجهونها، فقد تم التنكيل ب”نوح” لأنه ثار عندما تحرش أحد الشبان بابنته، وقد قوبل غضبه هذا ببطش شديد من السلطة وتعذيب بالكهرباء حتى أنه تأثر جسديا وأصبح أعرجا، وعائلته التي قررت مناصرته ومهاجمة المحافظة في المدينة التي سجن فيها نكل بهم أيضا وغيرت الحكومة لقبهم من “المطلق” إلى “القشامر”.

ورغم أنهم استمروا في تمردهم وهاجروا إلى مكان جديد بنوا فيه قريتهم بمعزل عن الحكومة وسلطتها، إلا أن السلطة قررت أن يخضعوا لها وأخذت أبناء القرية إلى الحرب مع إيران، ليموت عددمن الشباب ويرفض الجد دفنهم دون الثأر لهم، وهنا تتفاقم المحنة ويصبح موت الجد مخرجا لها، فقد تعفنت الجثث والأهالي يريدون دفن أبنائهم و”نوح” يقر بأنه ضعيف في مواجهة السلطة الغاشمة، و”سليم” يترك القرية هربا من احتدام الأزمة، ويترك بلده ويظل يتنقل في البلدان إلا أن يستقر في إسبانيا.

تتميز الرواية بأنها تحكي عن العراق في الفترة ما قبل الحرب مع إيران أي في الثمانينيات وحتى فترة الحصار عليها قبل غزو أمريكا، وكيفية تعامل السلطة مع الناس، وجرها للشباب إلى حرب لا طائل لها، كما أنها ترصد كيف تتعامل مع من يتمردون على السلطة، وكيف أن هناك أناس كانوا يفضلون مقاومة السلطة رغم بطشها بعزيمة وقوة.

المصدر: موقع كتابات

 


أضف تعليق