أفصح الدكتور محمود الشنواني، مؤلف كتاب ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ، عن زاوية جديدة في حياة الأديب المصري الكبير، فالحياة الشخصية لأديب نوبل لم تكن معروفة بالقدر الكافي لجمهوره الكبير في الوطن العربي؛ ولذلك اختار “الشنواني” أن يلقي الضوء عليها في كتابه الجديد “ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ”، معتبرًا أن مجرد الكتابة عن نجيب محفوظ فخرًا كبيرًا، والسير على خطاه حتى دون تحقيق إنجاز هو نجاح في حد ذاته.
وقال “الشنواني”، في تصريحات له، إن نجيب محفوظ كان مهتمًا بالتواصل مع كافة طبقات المجتمع، ويخصص ساعات من يومه للنزول إلى الشارع بشكل مستمر ولقاء الناس والحديث معهم حول كل مناحي الحياة، حتى لا تكون أعماله الأدبية بعيدة عن حياة الجمهور الحقيقية.
وأضاف أن نجيب محفوظ كانت لديه رسالة أدبية مقدسة، ولهذا اختار ألا توثر حياته الشخصية على حياته الأدبية، فلم يتحدث كثيرًا عن أسرته، ولم يكن أحد يعلم عنها شيئًا، للدرجة التي جعلت أصدقائه المقربين لا يعلمون شيئًا عن زواجه وابنته أم كلثوم، إلا بعدما حدثت مشادة بين ابنته وبين فتاة أخرى في المدرسة.
ويؤكد “الشنواني” أن الأديب الكبير كان من أكثر الناس إخلاصًا لعمله في الأدب، فاختار أن يعمل وظيفة عادية توفر له المال الذي ينفق منه على أسرته، ولكنها توفر له الوقت الكافي ليتفرغ لرسالته الأدبية المقدسة، وقد نجح في ذلك بالفعل عندما نصبه الجمهور رائدًا ومؤسسًا لفن الرواية العربية الحديثة.
ويلقي كتاب “ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ” الضوء على جانب جديد من حياة نجيب محفوظ، حيث ركز “الشنواني” على مقارنة مواقف من حياة الأديب الشخصية مع أجزاء من نصوص أدبية، فحاول “الشنواني” أن يظهر التجانس بين أعماله الأدبيه وحياته الحقيقية، وكيف كان محفوظ يأخذ إلهامه من شخصيات ومواقف حقيقية قابلها في حياته.
يرى الشنواني أن سلوك الأديب نجيب محفوظ في الحياة، وبساطة شخصيته كانت مذهلة ورائعة: ” أعتقد أن محفوظ يستحق جائزة نوبل أخرى على سلوكه في الحياة، وليس فقط على مؤلفاته الأدبية، فكان عبقريًا في التعامل مع المواقف التي لا تعجبه، فعندما أصيب بضعف السمع في أواخر أيامه، كان عندما لا يعجبه النقاش لا يرد عليه وانما يكتفي فقط بخلع السماعة، ووضعها أمامه على الطاولة”.
ومن أبرز المواقف التي يرويها صديق الأديب، في كتابه، هو موقف الرد على الأديب عباس العقاد، عندما كتب العقاد قائلًا إن القصة قنطار من الخشب، ودرهم من الحلاوة، فتجرأ محفوظ وكان في شبابه حينها بالرد عليه قائًلا إنك ليس عادلًا مع القصة فلا تحكم عليها، فالقصة هي شعر هذا الزمان، ولم يكن من المعتاد أن يرد أحد على العقاد حينها، ولكن محفوظ فعلها دون أي رد فعل من العقاد.
المصدر: صحيفة الدستور المصرية