تخطي التنقل

تم غلق باب الترشيح لمسابقة كتارا للرواية والفن التشكيلي.

جلسة حوارية حول «واقع أدب الخيال العلمي في عالمنا العربي»

جلسة حوارية حول «واقع أدب الخيال العلمي في عالمنا العربي»

أثارت الجلسة الحوارية «واقع أدب الخيال العلمي في عالمنا العربي» التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي، عبر منصته «زووم» العديد من الأسئلة في صلتها بواقع هذا الأدب في الوطن العربي، وكيف استقبل النقاد والقراء العرب هذا النوع الجديد، لا سيما وأن المصادر تؤكد بروزه في خمسينات وستينات القرن الماضي.

أكدت الجلسة على توصيف أدب الخيال العلمي بوصفه أدباً صرفاً، ولا يحق لأحد أن ينظر إليه من أعلى، لا سيما وأن كلاسيكيات الأدب العالمي في حقيقتها تعتمد على شحنة إنسانية وعاطفية عمادها الخيال الأدبي، كما بثت الجلسة جرعة تفاؤل كبيرة بعد نجاح مهمة «مسبار الأمل» في الوصول إلى المريخ، بوصف هذه التجربة العربية ستفتح أمام الجيل الجديد نافذة أمل تعيد الثقة بالإنسان العربي، وربما ستوجه هذا الجيل نحو عوالم الأدب والخيال العلمي.

استضافت الجلسة كلاً من: الكاتبة الإماراتية نورة النومان، والكاتب المصري أحمد مراد، وأدارها ونظم محاورها الكاتب الإماراتي غيث الحوسني، وحضرتها الكاتبة والإعلامية عائشة سلطان رئيسة «كتاب الإمارات» فرع دبي، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد.

تحدثت نورة النومان عن تجربتها في سلسلة «أجوان» وهي من صنف الخيال العلمي وبدأتها قبل نحو 10 سنوات، مؤكدة أنها تستهدف فئة اليافعين، وأن اتجاهها نحو أدب الخيال العلمي نابع من عشقها لهذا المجال، وأنها بعد هذه السنوات لا تستطيع تقييم هذه التجربة، لا سيما وأنها لم تطلع على كل ما أنجز تحت باب «أدب الخيال العلمي»، وأكدت أنها راضية عن هذه التجربة رغم حداثتها في الإمارات، وأنها لا شك ستفتح أمام الجيل الجديد من الكتاب عوالم مدهشة، وقالت: «من المهم أن ندرك أن هذا النوع من الأدب يخاطب المشاعر الإنسانية، وأن الكتّاب الكبار في العالم يقرأونه بوصفه أدباً مكتملاً، بعيداً عن تصنيفه كأدب لليافعين، هذا التصنيف الذي استقر حديثاً، وأن أدب الخيال العلمي في الوطن العربي لا شك سيصنع هويته في مقبل الأيام».

وأشارت النومان إلى ملاحظة مهمة، وهي ألا تكون النجومية هي الهدف بالنسبة للإنجاز الإماراتي، في إشارة إلى «مسبار الأمل»، بل أن يترافق هذا الإنجاز بالتركيز على التخصصات العلمية في هندسة الاتصالات والبرمجيات، وسواها من تخصصات العلوم في إطار نهضة علمية شاملة.

بدوره، تحدث أحمد مراد عن تجربته الثرية في أدب الخيال العلمي التي بفضلها تحولت العديد من رواياته إلى أفلام سينمائية حازت الكثير من الجوائز.

وأكد صاحب روايات «فيرتيجو»، و«تراب الماس»، و«الفيل الأزرق»، وغيرها، أن أدب الخيال العلمي يحفز على التفكير، وأننا في الوطن العربي بأمسّ الحاجة إلى هذا الأدب، وأنه يجب علينا كعرب أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا، كمنتجين في مجالات العلوم المختلفة، وأننا يجب أن نسعى للخروج من تصنيفات الآخر لنا كعالم ثالث، كما أشار إلى بدايات هذا الأدب في الغرب مشيراً إلى رواية «فرانكشتاين» للإنجليزية ماري شيلي التي كتبت قبل أكثر من 160 عاماً، وتحولت إلى فيلم سينمائي، وسلسلة «حرب النجوم»، وغيرها الكثير.

وقال مراد: «هذا الأدب لا يزال يواجه أزمة في التلقي على الساحة العربية، وهو يحتاج إلى نوع جديد من القراء، وأنه لولا الخيال لما تقدمت العلوم»، وذكّر بمقولة أينشتاين: (الخيال أهم من العلم).

وتابع: «الأدب إذا لم يكن مفعماً بالعواطف الإنسانية فهو ليس أدباً، ومشكلتنا في الوطن العربي هي ضعف اهتمامنا بالعلوم»، كما عبر مراد عن تفاؤله بوصول المسبار الإماراتي إلى المريخ، واعتبرها تجربة تبشر ببداية نهضة عربية شاملة ستقود إلى ولادة أفكار أدبية مبتكرة ليس أولها «أدب الخيال العلمي»، بطبيعة الحال.

المصدر: صحيفة الخليج

 


أضف تعليق