صدر حديثًا عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع، رواية “حانة الخنفساء”، للكاتب عبد الغفور عصام، الذي يسلط من خلال نصه الروائي بشخصياته المتعددة، الضوء على جوانب معتمة خفية غاية في التعقيد في أعماق النفس البشرية، ويطرح العديد من التساؤلات الوجودية الهامة، ويبرز لنا الكثير من التعقيدات والصراعات تلك التي تنتمي لبيئات اجتماعية متباعدة وهي أيضًا كذلك بالنسبة للقارئ العربي، إنْ من الناحية الزمانية، أو من الناحية المكانية.
تدور أحداث الرواية في مطلع القرن العشرين، مابين أوروبا وأمريكا اللاتينية، الآنسة فلنتينا دي سيلفا تحلم بالحياة الرغيدة والرفاهية والفخامة في أوروبا، بعيدًا عن مدن أمريكا اللاتينية، سوف تترك مدينها وتركب السفينة مغامرة نحو مبتغاها، على ظهر السفينة يبدع الكاتب بتصوير أسلوب الحياة المسافرين، وكذلك يبين الفرق بين حياة من يسافرون على سطح السفينة من ركاب الدرجة الأولى، وهم علية القوم طبعًا، ومظاهر النفاق والتبجّح والتبذير والتكبر المغلفة ليومياتهم، وبين حياة من يسافرون في الطابق السفلي من السفينة، أي في باطنها من الفقراء المحرومين حتى من كسرة الخبز، حيث ستكون يعبرون فيها الجحيم.
على البر الأوروبي، وفي دار الأوبرا، سوف تلتقي فلننتينا بثريّ في الربع الثالث من العمر، أعزب ولديه بنت شابة واحدة، تتطور العلاقة بينهما سريعًا، يعرفها على ابنته ومن ثم تنتقل لعيش معهما في ضاحية المدينة، إلا أن أحلام فلنتينا سرعان ما ستتبدد، ويسوء وضعها الاقتصادي وتقرر العودة.
في قرية جبلية صغيرة يسكنها السكان الأصليين (الهنود الحمر) تصبح فلنتينا العائدة من أوربا راهبة في كنيسة القرية، هذه القرية سوف تغزوها حضارة لإنسان الأوربي بعد أن تمدّ الحكومة سكة القطار نحوها، ومع وصول القطار تبدأ الحياة تتعقد في القرية التي كانت هادئة يومًا، والأحداث تتكاثر وتتطور وتتعقد عدا عن الصراع مابين السكان الأصلين والوافدين الجدد، وهنا سوف يكون الدور المحوري لـ”فلنتينا” الراهبة القوية، حيث ستتصاعد الأحداث وتكون غاية في التشويق، وهي محور الرواية والتي نتركها للقارئ ليعيش تفاصيلها ويستمتع بها.
ونشير هنا أن الروائي عبد الغفور عصام قد أجاد حقًا، حيث تمكن من تصوير مختلف حيوات البشر، ولمجتمعات متعددة وبحقبة زمنية سابقة.
المصدر: صحيفة الدستور المصرية