تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

«حبس الدم».. رواية تستحضر الماضي وتوثق جرائم الإرهاب

«حبس الدم».. رواية تستحضر الماضي وتوثق جرائم الإرهاب

حبس الدم، عمل روائي للدكتور نضال الصالح يتكون من أسس جديدة في عالم السرد الروائي أهمها حياة العلامة الأديب خير الدين الأسدي محور الرواية وشخصيات أخرى أهملها التاريخ لتكون ركيزة لفضح المؤامرة الإرهابية على سورية.

ترتبط أحداث الرواية بشكل متين برغم التداخل التاريخي الذي تمكن الصالح من جعله بناء تكوينيا راسخا في معمار الرواية التي ظهرت وكأنها موضوع واحد فالأسدي بحسب ما ورد في حبس الدم مات وهو يحمل في ذاكرته كونا ثقافيا متنوعا لكنه رحل عن هذا العالم وحيدا منسيا.

اعتمد الروائي على الدخول في علم النفس والعودة إلى الماضي في استحضار ما يخدم قضية سورية متعرضا كذلك لشخصيات تجاهلها التاريخ مثل العجيلي والسهروردي مستشهدا بمراجع ووسائل دقيقة مؤرخا للإجرام الذي طال مدينة حلب بشكل خاص وسورية عامة.

ومن مدخل الرواية يرفض الدكتور الصالح كل نزعة استعمارية تعرضت إليها حلب وسورية ويفضح القتل والتنكيل الذي ارتكبه بحقها البيزنطيون والعثمانيون والفرنسيون مستشهدا بأقوال للأسدي وآخرين مثل عبد الفتاح قلعجي ومحمود فاخوري وبقراءات لصحفيين ربطت بين ما يحدث وبين ما قاله خير الدين الأسدي.

مقبرة الصالحين في الرواية مقبرة تاريخية يديرها أبو محمود وتعرف بمقبرة الخليل لأنه يوجد فيها مشهد لابراهيم الخليل إضافة لمقابر جماعة من الصالحين والعلماء من بينهم الأسدي وآخرون ممن نذروا حياتهم لحلب والوطن.

أبو محمود بين الحين والآخر يتخيل أطياف الأسدي وصديقيه فهد محايري وعبدو بصال فيسمع أحاديثهم في كل ليلة وهم يكشفون ما حدث لهم ولحلب هازئين بالموت وبالإرهاب كاشفين له عن أماكن الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات التكفيرية رافضين دعوة أبي محمود لهم ليدخلوا إلى قبورهم خوفا من قذائف الإرهابيين في كناية بأن حلب باقية وأقوى من كل الإجرام.

مواضيع تكنيك البناء الروائي تضافرت حول الحدث الرئيسي وهو رفع مستوى قيمة حلب وسورية في التاريخ من خلال ثباتها بوجه كل ما طالها من اضطهاد قديما وحاضرا.

الرواية تؤرخ لكل ما تحملته سورية وهي من منشورات دار دلمون الجديدة تقع في 198 صفحة من القطع الكبير أما مؤلفها الدكتور نضال الصالح فله 23 كتابا في مختلف الأشكال الأدبية منها “مكابدات يقظان البوصيري” في القصة و”جمر الموتى” رواية والمغامرات الثانية دراسات في الرواية العربية وغيرها.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء


أضف تعليق