صدرت حديثًا عن دار” شمس” للنشر والإعلام، رواية “حفل التجسس” للكاتب عبد الرحمن حبيب، وتدور أحداثها في أجواء كابوسية أشبه بأجواء روايات كافكا، بدءًا من الاستهلال الصادم والحدث المفاجئ، الذي يقود باقي الأحداث بشكل متسلسل وفانتازي في بعض الأحيان.
تقدم الرواية التوثيق في صورته الحديثة فبعد أن كانت تجارب السابقين تقتصر علي دمج مقاطع من الصحف والحوارات الحقيقية التي تحدث في الواقع، قدمت الرواية شكلا جديدا من التوثيق يتمثل في التسجيلات الصوتية، ومقاطع حقيقية من سيناريوهات مكتوبة للسينما وقصائد شعر-لم يتم نشرها في أي وسيلة إعلامية- لتؤلف كلها جزءا مما يمكن تسميته الرواية التسجيلية الحديثة.
تبدأ الأحداث بتلقي “هاني” اتصالاً من صديقة له تدعى مرام يفيد بأن صديقته الأخرى، الأقرب إلى قلبه، سوزي، قد ماتت، يعود إلى البيت في حالة من الصدمة ثم يخبر صديقه طارق بما حدث، فيستعدان لتقديم واجب العزاء، لكن الشرطة تستدعي “هاني” لسؤاله بشأن وفاة صديقته التي يشتبه أن تكون جنائية، وأثناء التحقيق يكتشف المحقق وجود تسجيلات مريبة على هاتف البطل تتعلق بكمال، حبيب سوزي، فيستدعي هذا الأخير الذي اتسمت علاقته بسوزي دائما بعدم الاستقرار.
ولا يتمكن هاني من تبرير وجود تلك التسجيلات على هاتفه بشكل مقنع للمحقق، بينما يعجز كمال عن إنكار وقوع خلافات بينه وبين القتيلة فيلقيان معا في السجن. خلال رحلتهما معا يتعرفان على بعضهما البعض وتنشأ بينهما صداقة تتطور لدرجة التوأمة، بعد أن كانا لا يطيقان بعضهما البعض، يخرج هاني من السجن، وبينما هو جالس بأحد المقاهي تقع المفاجأة الكبرى عندما يقابل سوزي مرة أخري.