صدرت للكاتبة المغربية عائشة البصري رواية جديدة تحمل عنوان «حفيدات جريتا جاربو»، عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة. وفي أسلوب لافت تنجح الكاتبة في «توثيق» الخيال، مذيبة المساحات الفاصلة يبنه وبين الواقع.
جاءت الرواية الثانية لعائشة البصري، في طبعة أنيقة من 180 صفحة من القطع المتوسط. نقرأ في الغلاف الأخير مقتطفاً من الرواية: {.. تسلُّلُنا إلى غرفتِكَ كان مجرد فضول نساء، لأن السكرتيرة تؤكِّد أن جريتا جاربو ليست أمكَ، وما تلك الصورة إلا قصاصة من جريدة، التُقِطَتْ لجريتا جاربو خلال زيارتها لأحد ملاجئ أيتام الحرب الأهلية، جنوب إسبانيا. كانت حينها تُرَوجُ لفيلم جديد في أوروبا، مدير دعايتها، وللمزيد من التأْثير على الجمهور الذي سيزيد من أرباح الفيلم، اختار طفلا من بين أطفال الملجأ ووضَعَهُ بين ذراعيها، من حسن أو سوء حظكَ، كنتَ في الصفوف الأمامية، وكُنتَ أنتَ ذلك الطفل في صورة جابَتْ العالم ونُشِرت في صحف ومجلات عالمية}.
وعائشة البصري، الصوت المغربي اللافت في الشعر والرواية، تبحث عن قارئ يغوص في المتاهات السردية. نقرأ على الغلاف الأخير كلمة للناشر: «هذه رواية غير تقليدية، لكاتبة غير عادية، لم تكتف بمس أديم الروح، بل غاصت إلى أعمق أغوارها، لتلمس شظاياها وتجذراتها، وتقدم من خلال نفس هائمة في متاهة الجنون، وإخفاقات الذات، عالما تام الشجن، تختلط أفراحه بإحباطاته، بطولاته بإخفاقاته، من خلال شخصية خوان رودريغو أُمَية طبيب للأمراض النفسية الذي يدعي أنه ابن الفنانة الأميركية الشهيرة جريتا جاربو.
وعبر تقنية سردية متميزة، تنبي على «توثيق» الخيال، وإذابة المساحات الفاصلة يبنه وبين الواقع. تنطلق الكاتبة في روايتها المهمة، وتنتقل بسلاسة بين عوالم شخصيات متناثرة من ذات واحدة، تجمع كل متناقضات النفس البشرية، بداية من الحياة البهيجة، وصولا إلى الموت السرمدي».