صدرت مؤخرا عن دار الآداب، حكاية “سندريلا مسقط”، للكاتبة العُمانية هدى حمد، والتي قامت فيها باستعارة عالم روائي جديد تقعُ أحداثه في مطعم صغير مُطل على البحر في مسقط.
تُدخلنا الرواية إلى أجواء فنتازية غير متوقعة، ولكن ما أن تبدأ الرواية بتفتيت حكايات الشخصيات، حتى نجد أنفسنا نصطدم بواقعية تُشبه اليومي والبسيط المعتاد من حياة النساء الجنيات هجرنَ مسقط منذُ أن أصبحت مُضاءة بالكهرباء، ومنذ أن تجمد الناس في منازلهم الأسمنتية، وأصبح هدير مكيفاتهم وأصوات التلفاز أعلى من أصواتهن. لكن حتى وإن افترضنا جدلا بأنّ جنيات مسقط متْنَ جميعا، أو اختبأنَ بخجلٍ، لأنّ أحدا لم يعد يستعينُ بهنّ أو يفكر بأوجاعهن في تلك العزلة، فإنّ تلك القوى الخارقة للتحول لا محالة موجودة في مكان ما، وكثيرا ما كانت تُعين السندريلات على التحول، أو هكذا تشير الرواية ضمنا.
ثماني سندريلّات متأهبات للتحول والحكي الذي يمتد حتى تدق الساعة الثانية عشرة ليلا، حيث يغدو الحكي هو المعادل الموضوعي للشعور بالخفة والتغلب على آفة النسيان. كما أنّ الطباخ “رامون” هو المعادل الموضوعي للإصغاء الذي يفتقدنه.
يحدث كل هذا ضمن طقوس العشاء الشهريّ، حيث يتسنى اللقاء بين ثماني نساء هاربات من البيت والأزواج والأعمال التي لا تنتهي. فتحكي خلاله كلٌّ منهنّ تجربتَها ومأزقَها ومخاوفَها وصراعاتِها.
هدى حمد، كاتبة عُمانيَّة، صدرتْ لها ثلاثُ مجموعات قصصيَّة عن مؤسسة الانتشار العربي، “نميمة مالحة”، “ليس بالضبط كما أريد”، “الإشارة برتقالية الآن”، وروايتان، “الأشياء ليست في أماكنها” التي حازت على المركز الأول في مسابقة الشارقة للإبداع العربي 2009م، وجائزة جمعية الكتاب والأدباء كأفضل إصدار في نفس العام، ورواية “التي تعدّ السلالم”، عن دار الآداب في إطار “محترف نجوى بركات” 2014.
المصدر: صحيفة “عمان”