يعيد الناقد الأدبي الدكتور حلمي محمد القاعود، بعد أكثر من عشرين عاما، وبعد أن صار مرجعا مهما للعديد من الدراسات والكتابات التي تناولت هذا الأديب الرائع، وأعاد نشر كتاب “الواقعية الإسلامية في أدب نجيب الكيلاني” وذلك نظرا لما قدّمه الكتاب من تفسير دقيق ومضيء لروايات الكيلاني الذي كان مهموما بقضايا أمته ووطنه، وامتلك ناصية الفن واللغة، فأبدع الرواية في شتى المحاور الرومانتيكية والتاريخية والاستشرافية وختمها بالواقعية الإسلامية التي استلهمت الحياة اليومية وتفاصيلها الصغيرة من خلال منظور إسلامي فائق، فأجاد في تقديم صياغة أدبية ناضجة شكّلت إضافة حقيقية إلى الأدب العربي المعاصر.
وفي خضم السيولة الأدبية والركام الإبداعي الذي يفتقد الرؤية والفن، والترويج لنماذج أدبية شائهة وبائسة باسم الواقعية، تؤصل للقبح الفكري والدمامة الأدبية؛ يصبح تقديم الأدب الراقي والإبداع المغدق؛ ضرورة حيوية لترى الأجيال الجديدة نماذج مضيئة ومثمرة. ويعد نجيب الكيلاني قامة أدبية رفيعة في الأدب العربي المعاصر، سواء في رواياته وقصصه أو شعره ودراساته وكتبه المتنوعة الغزيرة. وإذا كانت الحياة الثقافية الراهنة أهملته وتجاهلته لأسباب شتى، فإن استعادة الرجل عن جوانب أدبه وفكره واجب الوقت بامتياز.
إن الواقعية الإسلامية التي يعتمدها الكيلاني في رواياته – وخاصة الأخيرة – تكشف عن فنان موهوب ، يخدم بلاده وعقيدته بإخلاص وعزم ووعي. وهذا الكتاب يسلط الضوء على بعض الجوانب الأدبية الرائعة في إنتاج الرجل وإبداعه. نجيب الكيلاني أديب الأمل الصادق بحق الذي ينعش الوجدان ويحرك القلب ويمنح المتعة الفنية والروحية، وليس الأمل الزائف الذي يخدع البسطاء، ويصدمهم بالإحباط والخواء وضحالة التعبير.
الجدير بالذكر أن الدكتور حلمي محمد القاعود من مواليد قرية المجد في محافظة البحيرة، جمهورية مصر العربية سنة1946. تم تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة بمدينة جدة 2005. حاز على جائزة المجمّع اللغوي بالقاهرة 1968 وجائزة المجلس الأعلى للثقافة 1974م. عمل رئيساً لقسم اللغة العربية بكلية الآداب ـ جامعة طنطا (2000-2004م).
عَمِلَ أستاذاً مشاركاً بكلية المعلمين بالرياض (1989 ـ 1994م). عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة طنطا (قسم اللغة العربية). حصل على شهادة الدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن من كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة عام 1984. له العديد من المؤلفات المطبوعة في الإسلاميات والأدب والعلوم تجاوز عددها 80 كتابا.
المصدر: موقع ليبيا المستقبل