حميد المختار، روائي حالم بغد قريب يحمل الخير والأمل وهو أيضا وبرغم ملامحه الهادئة ثائر على كل ظلم وضعف يمكن أن ينهي الكلمة ويقتل الفكر كتب كثيرا ولعن في كتاباته الدكتاتورية وإرهاب السلطة أطلق العنان لقلمه ولم يتوقف عن الكتابة حتى داخل أسوار السجن، بل كان أكثر نشاطا وتأملا ونتاجا بسبب مواقفه السياسية من النظام وبسبب شجاعته في حمل السلاح بوجه السلطة وتحديدا في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 كان مطاردا من قبل السلطة وذاق صنوف العذاب لكنه لم يتخاذل وشحذ قلمه وكان حرا وهو داخل السجن حرا في كتاباته وإنتاجه الأدبي.
ويقول حميد المختار: رغم أن السجن قيد صعب يحدد حركته ويحصرها في زاوية معينة إلا انه لا يستطيع أن يحد من حرية الفكر كنت اشعر في رقتها بحرية في الكتابة على الأقل، كنت اكتب بحماس ونشاط والفضل في هذا يعود إلى الأهل والأصدقاء الذين كانوا يجازفون بجلب ما احتاجه من مستلزمات للكتابة في زياراتهم الدورية لي في السجن وحقيقة حرية الفكر ليس هناك من له القدرة على إلغائها لا السجان ولا الدكتاتور لأنها هنا في داخلنا نحن فقط من يملك حق السيطرة عليه وفي سنوات الحجز كان الوقت طويلا، وفرصة التأمل هناك ربما اكبر ما يتيح فرصة للقراءة والكتابة.
ويضيف المختار: الأديب هو جزء من هذا العالم وجزء من كل تلك التفاصيل اليومية والأحداث المتواصلة فالأديب عندما يتحدث عن قصة أو حادثة معينة ويؤرخ مرحلة من حياته فانه بذلك يؤرخ لزمن ولحدث ربما يشمل من يسكن أقصى الكرة الأرضية والنتيجة أن مجمل الأحداث الإنسانية تتشابه بين البشر بغض النظر عن لونهم وشكلهم وبيئتهم وفي مجمل كتابات الروائيين والأدباء هناك سر لأمر معين يمثل مجموعة من الناس وعندما ينتقد ظاهرة معينة إنما هو يتكلم بلسان هؤلاء.
المصدر: صحيفة الصباح الجديد