حين يلجأ الروائي إلى إعادة رسم تفاصيل مكان معروف مسبقاً، فهو يعبر عن طريقته الخاصة في الاحتفاء بجماليات ذلك المكان، ومنحه كل ما يمكن أن تصله المخيلة من ألق ودهشة وسحر خاص، ذلك ما حاولت الروائية السورية مها حسن صنعه في روايتها «حي الدهشة» التي تحكي فيها حكايات أسطورية مدهشة من مدينة حلب، إنها حكاية تعيد رسم أحياء المدينة الشعبية القديمة، وطقوس عيشها، وبساطة ناسها، وأحلامهم الصغيرة، قبل أن تأتي الحرب لتدمّر كلَّ ذلك.
نالت الرواية صدى متميزاً برغم حداثة نشرها، واستطاعت أن تؤسس للدهشة لا في حلب فقط، بل في نفوس معظم قرائها، وذلك ما كشفته آراء رواد مواقع مراجعات الكتب، والتي لم تقتصر على الثناء على الرواية في أغلبها، بل قرر بعضهم أن تسارع الأحداث فيها، وطريقة إنهائها لم تكن بنفس المستوى المأمول من رواية مدهشة كهذه.
أحد القراء يؤكد أنه أصبح حريصاً على أن تضم مكتبته قصصاً للكاتبة، وبرر ذلك قائلا: «هذا ثاني كتاب أقرأه لمها حسن والتي صارت مكتبتي تحوي كتبها، ودائماً ما أقارنها بالروائية العراقية إنعام كه جه جي، لأنهما تتشابهان في طريقتهما في توظيف النصوص للانتقال إلى سحر الأمكنة والحفر في تفاصيلها وأغوارها، وقدرتهما على التقاط تفاصيل غاية في الروعة»، ويضيف: «هناك دهشة تنتابك مع سير الرواية بعناوينها الفرعية، وتوظيف النص كاملاً بانسجام تام مع منطوق العنوان، وذلك يعتبر حالة فريدة ورائعة انفردت بها الروائية»، لكن هذا القارئ لم يمنح العلامة الكاملة في التقييم للرواية وقال عن ذلك: «أسقطت نجمة من تقييمي للرواية بسبب الأحداث المتسارعة التي انتهت بها الرواية».
قارئ آخر يبدي إعجابه بالتكنيك السردي الذي اتبعته الكاتبة، قائلا: «تتناول الرواية قصة عائلة سورية قبل الحرب المريرة، وكيف أن حياتهم كانت مثالية، واستخدمت الكاتبة تكنيكاً فريداً يستلهم من أسماء الروايات العربية والعالمية عناوين الفصول، إنه شيء جميل حقاً، وسرد ساحر، و حكايات حقيقية، وقالب غني، وهدف واضح.. أنا أشعر أن الرواية متكاملة في كل الأحوال.
المصدر: صحيفة الخليج