“داعشتاين” عنوان الرواية الجديدة للصحفي والروائي العراقي جاسم المطير، التي أصدرتها مؤسسة أوطان الثقافية بالقاهرة، ضمن سلسلة “إبداعات الرواية العربية” التي تصدرها المؤسسة.
يتبدي مظهر المحاكاة لعنوان رواية “داعشتاين” مع رواية “فرانكشتاين” للبريطانية ماري شيلي حيث يقوم بطل روايتها باختراع مخلوق قبيح جدا، يقوم بعمليات إجرامية عديدة، وهو يماثل تنظيم داعش الإرهابي من حيث البشاعة والوحشية في السفك والتدمير وإشاعة حالات الخوف والفزع ليس في العراق وحدها وإنما في كل ربوع المعمورة.
يلجأ الروائي إلى حيل فنية وجمالية عديدة في نسج حكايته الروائية تمزج بين الواقعي والرمزي والمتخيل، إذ يستحضر شهرزاد كشخصية رئيسة تشاهد وترصد وتحكي الأحداث وكأنه يستعمل الحكي سلاحا ضد الإرهاب، كما يعتمد على الكولاج الفني في إدخال البيانات ذات العناوين الساخرة والتقارير والمقالات الصحفية وكذلك برامج التليفزيون والفضائيات والتحليلات السياسية ضمن أحداث الرواية، كما أنها تشير إلى خبرة الروائي العريضة في مجال الصحافة باعتباره من رجالات الصحافة الكبار في العراق.
يتسع الفضاء الروائي ليشمل جغرافيا المدن العراقية والتي تعرض الكثير منها للغزوات والتدمير من قبل تنظيم داعش مثل: الموصل، نينوي، تكريت، الأنبار، الأعظمية، المنتفج، النجف، الفلوجة، سامراء، البصرة، بغداد وغيرها من المدن العراقية، وينفتح على بلدان عربية وأوربية مثل سوريا والسعودية وتركيا وإيران وفرنسا.
كما يحتشد النص الروائي بشخصيات من جنسيات مختلفة عربية وأمريكية وفرنسية، وكذلك من طوائف دينية متنوعة سنة وشيعة ويزيدية ومسيحيين ومن فئات عسكرية أمريكية وقادة وضباط في الجيش العراقي السابق، وجهاديين من دول عربية وأسيوية وأوربية.
تبرز خصوصية الرواية في تركيز الروائي على السيرة الذاتية لزعيم تنظيم داعش صدقي يونس البكار وشهرته أبو بكر البغدادي وصديقه وليد غانم الذي أصبح القائد العسكري للتنظيم، حيث يتتبع الروائي سيرة حياته منذ النشأة وحتي ترأسه للتنظيم، ويبرز من خلال الرصد والوصف ما تتسم به شخصيته من أمراض نفسية وجنون العظمة الذي جعله يتصور نفسه مبعوث السماء لنصرة الدين وإقامة الخلافة الإسلامية، مع نزعة مدمرة للحرب والقضاء على الحضارة الإنسانية.
