حصلت الطالبة أمنية الغامدي على درجة الماجستير من كلية الآداب جامعة عين شمس ببحث (النقد الروائي عند المبدعين في القرن العشرين)، والذي يناقش نقد الروائيين في القرن العشرين ومدى ثراء هذا النقد وانعكاسه على تطور أدبهم، وعلى رؤيتهم النقدية لإبداع الآخرين، وتناولت ظاهرة الأدباء النقاد بأنها قديمة في الأدب العربي والأوروبي، وفي العصر الحديث، حيث يكون الروائي عنده فائض من الرؤية والمشاعر لا يستطيع الفن الروائي استيعابها، فيبحث عن رئة ورقية أخرى يسكب فيها كل مشاعره المتدفقة التي لا يستوعبها الروائي.
وتناول البحث ماهية الإبداع وطبيعة الخلق الفني في مفهوم الروائي، كما تحدثت عن معاناة (يحيى حقي) أثناء كتابة القصة القصيرة، وكيف أن العمل الفني يتطلب كل القوى وشد الطاقة إلى أخرها، ليشعر المبدع في نهاية العمل بأنه صار كقطعة القماش المبتلة التي عصرت عصرا وأفرغ كل الشحنات والطاقة التي لديه على الورق.
وتناولت الباحثة ايضا الجنس الروائي وتحديده عند الروائيين، حيث يري جبرا أن الرواية هي الفن الأصعب وذلك أثناء تعليله سبب قلة الروائيين عندنا وكثرة القاصين، فيما ذكرت بأن الكاتب عبد الرحمن منيف يرى (الرواية) أداة جميلة للمعرفة والمتعة شرط أن تستخدم العقل والوجدان، وهي مرتبطة بالواقع أشد الارتباط، لكنه يدعو لتجاوز هذا الواقع إلى واقع أفضل، كما أدعى أن الشخصية الروائية يجب أن تكون مقنعة للقارئ، وأن الحكاية يجب أن تكون محبوكة وتؤدي في النهاية إلى التلاحم، وهو يتفق مع جبرا في أن الرواية هي بحث عن الحقيقة أو تجسيد لها.
أما الجانب التطبيقي للبحث فقد تناول نظرة النقاد الروائيين إلى الأعمال الأدبية، وهل انعكس هذا التنظير على رؤية المبدع في نقده، حيث استقى جبرا مصادره من الرواية الأوروبية، وأخذ منها التقنية الجديدة وأساليب السرد والحوار وباقي العناصر الفنية، كما حاول التوفيق مع الأصالة المعاصرة في الإبداع الروائي، لكون النقد عنده عملية استغوار وكشف عن الشكل الفني القائم على هيكل محجوب له هندسته وتعقيده وكوامنه، لذلك يرى جبرا أن الناقد ينبغي أن يتناول العمل الفني كشيء له كيانه الخاص المحدود.
المصدر: موقع “خليج 24” الإخباري