أصدرت الكاتبة الفلسطينية سعاد العامري حديثًا، روايتها “دمشقي”، التي تجسد مزجًا متقنًا للتراث والواقع الاجتماعي والمعاناة الشخصية، وسط خيال حمَّل السرد قيمة مضافة.
وتضع الرواية أمام القارئ جملة من المصائر لأشخاص وعائلات في دمشق، منذ النصف الأول من القرن الماضي، لتمتزج تلك المصائر بروح الحجر، وحارات المدينة المشرقية العريقة ورائحة أزقتها، التي تصورها الكاتبة وكأنها من لحم ودم.
وتتداخل في الرواية الأحداث التاريخية بالمعاناة الشخصية للأفراد وهمومهم وهواجسهم وأحلامهم، ويختلط الهم الجمعي بالهم الفردي، لتشخصن الأحداث التاريخية وتحول الأفراد البسطاء إلى لاعبين محوريين في تحريك الأحداث الكبرى.
وتسرد الرواية رحلة الشابة الفلسطينية ”بسيمة“ إلى دمشق وزواجها من نعمان البارودي، لتستقر في مدينة زوجها، إلا أن فلسطين التي جاءت منها لا تغيب إلا لتظهر في أرجاء الرواية، وليستمر حضور الأراضي المحتلة في الذاكرة الجمعية لأبنائها وأحفادها.
وتتحول في الرواية مآلات أسرة زوجها البرجوازية الشامية، وما ألم بقصر البارودي، إلى معادلة لما حل بدمشق، وسط إسقاطات على الحاضر المؤلم، وزرع مؤشرات على ما تؤول إليه الأمور في المستقبل.
وقالت الناقدة أنطونيا فراشوني، إن الرواية ”كمن يدخل عاصفة هوجاء، تجعلنا العامري نشعر ونحن نقرأ، منذ الصفحات الأولى، تاريخ جميع أفراد عائلتها، طريقتهم في الوجود، ومصيرهم، ولكنها في الوقت نفسه، تأخذ بيد القارئ ببطء عبر هذه المدينة، التي لا تزال تستحضر حتى يومنا هذا، على الرغم من الأنقاض، أحلامًا رائعة من ألف ليلة وليلة“.
وأضافت في بيان: ”لكن المؤكد، كما يبدو لي، أن العامري تفعل أكثر من ذلك، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لها كفلسطينية، وبالنسبة لنا نحن القراء، بتأليفها هذه الرواية؛ إنها رحلة لا تقتفي أثر عائلتها عبر 3 أجيال فحسب؛ إنما هي رحلة في الذاكرة، فيما يسمح لها بتأمل وجودها، ولنتأمل معها ما آلت إليه سوريا وفلسطين معًا، وهما بلدان يهمنا جميعًا تاريخهما وتبدلاتهما أكثر بكثير مما نتخيل“.
المصدر: وكالة إرم نيوز