تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

دنى غالي تقدِّم تراجيديا في روايتها «بطنها المأوى»

دنى غالي تقدِّم تراجيديا في روايتها «بطنها المأوى»

ترتبط عاطفة الروائي بالمكان ارتباطاً شديداً، وذلك ينعكس على النص، فالمكان أصبح جزءاً وحيزاً متميزاً مما أعطى الرواية حالة تعبيرية وجمالية في آن، وبالتالي أصبح الشوق إلى المكان جزءاً من السرد. فها هي الروائية دُنى غالي تجمع بين مكانين وزمانين، فزاوجت بينهما رغم اختلاف الحضارة والرؤى، وهو أمر يتطلّب مهارة وإمكانية، كذلك المعايشة، ودنى أتت به بحرفية وتقنية عاليتين، لأنها ابنة المجتمعين.

حاولت الروائية دنى غالي أن تستريح من همّ جثم على صدرها، وكي تساهم بتبيان مرحلة عصيبة مرت بها البصرة/ العراق، فأزاحت هذا الهم، بهذا الكم من الصور والأحداث، والتي ساهمت بفتح الطريق لمن يريد سبر غور هذا النفق الطويل.

وبما أني مشاهد/ مشارك وبرأي انطباعي أتفق/ أتحفظ/ أختلف، ولكني شاهد عيان/ قارئ لا بد لي من أن أذكر أمراً ما، فلولا هذه المرحلة/ الرحلة لما تواصلنا وما زلنا حريصين على هذه العلاقة الوثيقة التي ربطتنا بوثاق أبدي، وعشقنا لمرحلتنا وأحبتنا.

ولما كانت دنى ابتدأت رواية «بطنها المأوى» من حيث تنتهي، فها هي توضح ما آل إليه حال سلوى وزوجها، كذلك العلاقة التي تربطها مع صديق قديم بسيم. أما الفصل الأول وعالمه المتحضر والذي أُغرق فيه معظم من وصل إلى شواطئه، فكانت المعادلة الصعبة والتي وازنت الكاتبة بين طرفيها، فوجدنا الدمار في الحالتين، فلا مأوى، البصرة وجحيمها، الحصار ودماره، هيمنة السلطة وبطشها، خوف الناس، كلها أنهر صغيرة تصبّ وسط هذه الحياة المنتهية صلاحيتها.

المصدر: صحيفة الجريدة الكويتية


أضف تعليق