أكدت الروائية المغربية الدكتورة زهور كرام أن طبيعة الرواية المغربية منذ النشأة هي التحول المستمر، فقد لا تأخذ وقتا طويلا حتى تخوض تجربة تجديد نظامها، وهذا له علاقة بنشأتها التي بدأت في علاقة بالسيرة الذاتية، وانفتاحها المُبكر على ضمير المتكلم المُفرد، كما تنحت تحولها من التحول السياسي للمغرب، ولهذا دخلت الرواية المغربية مُبكرا فترة التجريب، التي مست نظامها السردي، مثلما وجدنا جرأة الروائيين المغاربة أنفسهم في تجنيس أعمالهم بتجنيسات مثل محكيات وتخييل ذاتي ورواية سير ذاتية وسير روائية وغير ذلك من التنويعات داخل الجنس الروائي ما جعل النقد المغربي يُناقش قضايا النوع والجنس في الرواية المغربية، كما أسهمت مرحلة المصالحة مع الماضي سياسيا وحقوقيا منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي في جعل الكتابة المغربية تنفتح على كتابات الاعتقالات والسجن وما يحيط بها من قضايا الحرية، وأسهمت هذه الكتابة في تحرير شكل الرواية المغربية التي انفتحت أكثر على الجرأة في الشكل، نلتقي اليوم تجارب عديدة ومتنوعة من الكتابات خاصة مع الجيل الجديد.
وبخصوص مرجعية الدكتورة زهور كرام خلال كتابتها، قالت “مرجعياتي هي نظرية الأدب بكل ما تحمله هذه النظرية من تاريخ تشكل مفاتيح الأدب تأليفا وقراءة ونقدا ومناهج وتحولات في المفاهيم، طبعا عندما نتحدث عن نظرية الأدب فلا بد أن نتعلمها من سياقاتها الخاصة، وليس عبر الترجمة، ولهذا كان المرجع الفرنسي بالنسبة إلينا كمغاربيين أقرب إلى نبع نظرية الأدب”.
د. زهور كرام، روائية وناقدة وأكاديمية مغربية، فازت هذا العام بجائزة كتارا للرواية العربية عن النقد الأدبي، عن كتابها “نحو الوعي بالتحول السردي الروائي” وهي تعمل أستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وقد حصلت سنة 2012 على وسام ملكي بدرجة ضابط ضمن 14 شخصية مغربية ودولية، وصدر لها روايات وكتب نقدية، مثل: “جسد ومدينة” و”قلادة قرنفل” و”غيثة تقطف القمر” و”مولد الروح” مجموعة قصصية.
ومن بين الكتب النقدية: “في ضيافة الرقابة”، “السرد النسائي العربي مقاربة في المفهوم والخطاب”، “الأدب الرقمي” و”الرواية العربية وزمن التكون”، إضافة إلى كتب أخرى.
المصدر: صحيفة الخليج الإماراتية