تحمل رواية نزار دندش الجديدة، “ذاكرة الأفيون”، الصادرة عن “دار سائر المشرق”، كما جميع رواياته، قضيّة إنسانيّة – اجتماعيّة، دينيّة أو اغترابيّة، غير محصورة بإيديولوجيات معيّنة، بل هي مفتوحة على نوافذ إصلاحيّة، لتكون جعبة معرفيّة تطرح الواقع المأزوم، استنهاضًا لإمكان إيجاد حلول، وحضّا على تنبيه المثقّف إلى دوره في نشر التوعية وأهميّة فاعليّته في بيئته.
الرواية سؤال ملحاح عن الإصلاح، قبل فجيعة الخسارة، في تفريغ الوطن من أبنائه. هي رواية مساءلة الدولة عن تشريع زراعة حشيشة الكيف والأفيون، أو طرح البدائل، ونداء القانون لا استنسابًا أو كيديّة، بل استغاثة لتطبيقه بديلا من “استغلال العشائريّة” و”السلوك القبلي”.
هي تمثّل صرخة الاستغاثة الى العمل التنموي في البقاع، من خلال الادب الروائي، كمنتج يدعو فيه الكاتبُ الدولة ومؤسسات المجتمع المدني الى قيام كل طرف بدوره في التنمية، في قالب سردي يبيّن خفايا البنية الذهنية في تشكيل المنظومة الأخلاقيّة عند أبناء الريف البقاعي تحديدا، في ظل واقع اقتصادي يفرضها، ومنابع هذه القيم والاخلاق التي تأمر باحترام الاهل والخضوع لهم، ولو كانوا على خطأ، فـ “ما تعلمته في المدارس يبقى بين جدرانها…”، حتى الله، منبع الخير المطلق، “يبارك الموسم”، موسم الحشيشة، وفق الاب.