نتمي رواية الدكتور إسماعيل مروة الصادرة مؤخرا بعنوان “رعشة شغف” إلى نمط الأدب النفسي الذي يعنى بوجدان الإنسان والصراعات داخله، أكثر من اعتنائه بالحدث ومتابعة تفاصيله.
ونجد في هذه الرواية احتفالا كبيرا من المؤلف باللغة الشعرية، ولكن مروة يجعلها أداة تساعد في الترميز لجملة من الأمور التي تمس حياة الإنسان وعلاقاته مع الآخرين وتأثير البيئة الاجتماعية والانتماء، لذلك نقرأ في الرواية عن تلك العلاقة الجميلة التي جمعت بين البطلين أدهم وشغف.
ويظهر الرمز في “رعشة شغف” منذ اختيار اسم أدهم بطلا للرواية، كناية عن آدم أبو البشر كما فعل نجيب محفوظ في أولاد حارتنا، واسم شغف للمرأة، لما فيه من مكنونات تتصل بما توقظه الأنثى من مشاعر حولها، وبأن الشغف هو إحدى درجات الحب العليا كما صنفه ابن حزم، لذلك سنجد أن البطلين اللذين جاء لقاؤهما صدفة تحديا بحبهما كل تبعات الحرب وآثارها حتى الموت نفسه.
ويبدي مروة في الرواية براعة كبيرة في الوصف، إذ يغوص معها لأدق التفاصيل معطيا صورة سينمائية للحالة أو المشهد، مقدما في بعض المرات عبارات مبتكرة مثل “النور الخفيف الذي تأقلم مع عيني” و”علائم الرجولة من عقد أصابعه التي يغطيها الشعر”.
ورغم أن المؤلف استخدم أسلوب الخطف خلفا إذ صدمنا منذ البداية بنهاية البطل، إلا أن تمكنه من السرد جعلنا نتابع معه التفاصيل التي خاضها أدهم وشغف وتأثرنا بوصف الأخيرة للساعات الأخيرة من عمر الرجل الذي أحبته والذي كان دائما يؤكد أنه لن يعيش طويلا.
ونذكر أن الرواية من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب، وتقع في 184 صفحة من القطع المتوسط. أما الدكتور إسماعيل مروة فهو من مواليد معربا سنة 1963 حاصل على دكتوراه في الأدب يعمل رئيسا للشؤون الثقافية في جريدة الوطن، له مؤلفات عديدة في الرواية منها “مغاور الجاهلية” وفي القصة “توقيعات على مقام شامي”، كما أسهم في مشروع ندوات ضمن أنشطة وزارة الثقافة التي صدرت في كتب توثيقية جاوزت الـ30 كتابا.
المصدر: صحيفة العرب الدولية