يمتلك القاص والمصور المصري وائل وجدي تجربة خصبة مع الإبداع تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، أسفرت عن خمسة عشر كتابا، آخرها “رفيف الحنين”، ويضم روايتين قصيرتين هما “أطياف وظلال” و “سبعة أيام فقط؟”، والكاتب في قصص مجموعاته السبع وفي رواياته الخمس القصيرة، يعتمد في البناء الفني لأعماله على استدعاء دواخل الشخصيات عبر لقطة يتم وصفها من خلال المزاوجة بين الماضي والحاضر، بين الداخل والخارج.
تبدأ رواية ”أطياف وظلال” للقاص والمصور المصري وائل وجدي، بمقولة ساراماغو ”داخل كل منا شيء لا اسم له، هذا الشيء هو نحن أنفسنا”، وما بين الطيف والظل رحلة للبحث عن ذلك الشيء المخبوء بداخلنا.
وما بين الطيف والظل يختبئ الروائي خلف شخصياته وهو يسائل نفسه لحظة اكتشافه للهوة السحيقة بين طيفه القديم وظله الماثل، أو بين صورتيه: صورة الصبي البريء الحالم الذي كان، والذي نسمع صوته في الرواية، وصورة الآخر الذي فقد ملامحه وأجهضت أحلامه وهو واقف عند آخر المسافة بين الصورتين يستعيد ما مضى.
ولعل تلك الرغبة في الاختفاء هي التي دفعته إلى اختيار تقنية تعدد الأصوات لبناء روايته. الأصوات التي تحكي لنا الرواية أربعة أصوات لنائل الصبي، والجد الذي لا تذكر الرواية اسمه، وضياء خال نائل، وأخيرا أماني حبيبته. وتدور أحداث الرواية، وفقا لما ترويه الأصوات الأربعة خلال الإجازة الصيفية بعد انتهاء نائل من امتحاناته وفي قرية الجد، وتتشعب زمانيا.
في الرواية يلحظ القارئ أن صوت ”نائل” هو الصوت الغالب إذ يمنحه وجدي نصف صفحات روايته. وهو أول صوت نسمعه خلال الفصل الأول الذي يشغل ما يقرب من ربع صفحات العمل، يرسم خلالها صورة للقرية.
نتعرف أيضا من خلال صوت نائل على الأصوات الأخرى المشاركة له في الرواية، فالجد هو العطوف الذي يوقظه في الصباح بقبلة ويعطيه ثمرة المانجو ويصحبه إلى السوق، أما ضياء الخال فهو يشاركه الولع بالقراءة والآثار، وأماني “اسم أحبه، شغف بصاحبته، بشقاوتها وانطلاقاتها المرحة”.. هكذا قدم نائل الشخصيات الأخرى.. فكيف قدمت نفسها؟