رواية رقعة الهدهد “الضحايا” للكاتب ياسر المصري تعتبر من الروايات في الأدب السياسي، وجاءت ناقدة للكثير من الامور المتعلقة بالحياة العامة والسياسية للحالة الفلسطينية بكل مكوناتها التنظيمية والحزبية، وتوصيف الانقسام كحالة من الحالات السيئة التي اصابت المجتمع الفلسطيني وتتناول تبرير كل طرف من اطراف الانقسام.
حملت الرواية في طياتها العديد من الرسائل، حيث اشارت لحجم ما اصاب بعض المفاهيم والتعريفات الفلسطينية من خروج عن الغاية والدلالة لهذه المفاهيم، ورسالة بهدف اعادة صياغة المفاهيم المتعلقة في حياتنا الفلسطينية المرتبطة بالصراع مع الاحتلال بالإضافة الى النقد العميق لسلم الاولوليات الفلسطيني في تقديم الثانوي على الاولي، بالإضافة الى اتفاق اوسلو الذي غير في شكل الصراع ومازال يبعث في اثاره السلبية والقاتلة على المجتمع الفلسطيني والاختلاف في التعبير عن شكل الالم كمجتمع تحت الاحتلال ,حيث لا يعمل احد عليه (المقصود هنا بالنخب) والأصل من الاتفاق هو دحر الاحتلال وتحقيق الحلم بوجود دولة فلسطينية تليق بتضحيات شعبنا بعد 10 سنوات من توقيعه، اليوم نحن نمضى السنة 25 ولا يوجد دولة ولم ينتهي الاحتلال ولم ينته الاتفاق كما قال كاتب الرواية ياسر المصري في مقابلة مع معا.
الرواية تحتوي على محطات تاريخية متعددة مرت بها القضية الفلسطينية كوعد بلفور واتفاق اوسلو و الانقسام, وبرأي الكاتب انه لم يذهب باتجاه وضع معالجات لهذه المحطات، حيث قال ان وعد بلفور اثر كثيرا على شكل القضية الفلسطينية , وان الانقسام اثر بشكل اعمق من الوعد (البعد الذاتي حين يقوض تنهار الأسوار)، نحن كشعب فلسطيني ننظر بعين الغضب والرفض لوعد بلفور ولكن لا توجد نفس العين ونفس المستوى لاتفاق اوسلو وللانقسام.
الجديد الذي حملته الرواية بنظر الكاتب في ظل وجود عديد الكتابات حول الواقع الفلسطيني بأنها تحتوي في طياتها على مضمون واضح وصريح و تحمل نقدا للحالة الفلسطينية بطريقة الحلم الفلسطيني حيث انه هنالك تيه لدى البعض ان الحلم قد تحقق ولكن نحن مازلنا تحت الاحتلال ,و تحمل الرواية نقدا للاختلاف في الاداة النضالية المجمع عليها في مواجهة الاحتلال، هذا النقد جاء بهدف اعادة النظر بشكل جدي هل وصلنا ام لم نصل ؟ النقد جاء خلال الرواية بطريقة السؤال المعلق على الجواب فانا ابن هذا المجتمع الامي من ألامه وآمالي من اماله.
المصدر: وكالة معا