تخطي التنقل

لقد تم غلق باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

رواية «الأوليمبوس».. جديد بهاء الغرايبة

رواية «الأوليمبوس».. جديد بهاء الغرايبة

تتجاوز رواية «الأوليمبوس» للروائي الأردني بهاء الغرايبة عالم الرواية باعتبارها- جنساً أدبياً محدداً- لتحتضن أجناساً وفنوناً تعبيرية تمتد إلى مجالات أخرى، تدور في فلك المسرح كشكل درامي آخر يكون للشخصيات حضور بارز فيه، إضافة إلى العديد من المؤشرات الخطابية التي توحي بتعدد الأنساق التعبيرية المحايثة، والموزعة في الفضاء النصي، والمتراوحة بين فن كتابة السيرة، والرسائل (الإلكترونية)، والحوار والبوح أو الاعتراف.

والرواية في جوهرها تدور في فلك سؤال الكتابة. يُمكن النظر إليها باعتبارها نموذجاً لرواية الأسئلة، بما يتوافر فيها من إمكانات أسلوبية ثرة وبما توليه من أهمية إلى تضمين مواقف الروائي الخاصة من قضايا الكتابة والقراءة. «ترى من هو الأهم، الكاتب أم أبطاله الذين يُبدعهم خياله؟»، هكذا بدأ بطل الرواية الذي درس الهندسة وعشق الكتابة يحاور قلمه، باحثاً عن شيء، يخطه فوق الدفتر الذي يأمل أن يتحول… إلى شيء يُقرأ.

فتح صفحته على الفايسبوك، ليجد العديد من الإعجابات والتعليقات على ما يكتب… وهكذا جعل من رسائل معجبيه وأسماء أصدقائه أولى درجات انطلاقه في فن الكتابة المسرحية. فرسم عالماً متخيلاً أبطاله «جميل»، «راجح»، «عاصم»، «غادة»، «حلا» وجعل لكل شخصية حكاية خاصة وأدواراً تتقاطع أو تفترق مع الشخصيات الأخرى ووضع عنواناً للمسرحية «هُبل» ووزعها على عدد من الفصول والمشاهد؛ وجُلّها تعرض لائحة من الإدانة للواقع الاجتماعي الفاسد ضمن رؤية يفترض كونها متقدمة على عصرها، وممتزجة بأنفاس الحاضر وقضاياه المُلحة.

انسلت في النص عبر لعبة إخراجية تمثلت بإظهار أدوات المسرح من أضواء وصور وديكور وأصوات وموسيقى تصويرية وتقنيات أخرى تساعد في فهم الحدث. فالراوي وهو يكتب هنا يمارس بحق دور المخرج في العمل المسرحي الذي يقوم بعملية وضع مشاهد ملائمة لظهور الشخصيات وأدوارها وأقوالها حيث يساعد حضور كل هذه التقنيات وعملية توظيفها في خدمة الفكرة العامة للمسرحية، ألا وهي «كيف يستطيع الكاتب الكتابة؟ ولم عليه أن يكتب؟».

المصدر: الحياة اللندنية


أضف تعليق