تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

رواية جديدة للعراقية هدية حسين

رواية جديدة للعراقية هدية حسين

صدرت حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، رواية “ما سيأتي” للكاتبة العراقية هدية حسين.

وهي تلقي الضوء من خلال قصة حب على الواقع السياسي والاجتماعي في تسعينات القرن الماضي إلى ما بعد سقوط النظام، التي قد تكون أحرج مرحلة مر بها العراق، ولا يزال يعاني منها. تقع الرواية في 184 صفحة من القطع المتوسط، ومن أجوائها:

كل ما أتذكره عن خالي أنه مشاغب وثرثار ومهرج، ولا يملك حساً بالأناقة، هاجر منذ سنوات إلى أمريكا حاملاً شعار حريتي أولاً، مع أنه لم يكن مُلاحقاً من جهةٍ أمنية، فهو لا يحمل فكراً معيناً.. انقطعت أخباره عنا فكبرت صورته في رأس أمي وصارت تضفي عليها كل يوم قداسة لا يستحقها، حتى جاء اليوم الذي طرق فيه الباب، وكنا أمام رجلٍ ملتحٍ وبجبة وعمامة.

كنا نظنه متسولاً، أو طالب تبرعات للجوامع، أو ربما أخطأ في العنوان، لكنه صرخ بأمي فرحاً: أنا بندر يا أختي سلمى.. لقد عرفها على الرغم من التشوه الذي غير ملامح وجهها، فغرت أمي فمها وصارت تتطلع إليه غير مصدّقة، وبعد أن تأكدت منه أخذته بالأحضان.. مكث في بيتنا ما يقارب الساعة، شرب الشاي مرتين، وتحدّث عن النور الذي انبثق من أعماقه للوصول إلى الله في مكان آخر من الأرض، ولم يُفصح عن تفاصيل ذلك النور.. ثم غادرنا بعد أن قال بأنه يريد زيارة صديق له في بابل، وإذا سمح له الوقت سيعود لزيارتنا، وقبل أن يصل إلى عتبة الباب التفت نحوي وقال: يا ابنة أختي لا تحرمي نفسكِ من جنة الله، غطي رأسك لتفوزي بها، ويبدو أن الوقت لم يسمح له بزيارة ثانية لأننا لم نره بعد ذلك، تحدث إلى أمي بالتليفون وأخبرها بأن عليه العودة إلى أمريكا.. بينما ظل التساؤل على شفتي يعذبني: كيف يعود من بلاد الحرية بجبة ولحية وعمامة؟.

يذكر أن “ما سيأتي” هي الرواية الحادية عشرة في سلسلة روايات الكاتبة، ومنها: “بنت الخان”، “ما بعد الحب” (مترجمة إلى اللغة الإنجليزية 2012)، “زجاج الوقت”، “نساء العتبات”، “ريام وكفى”، ولها سبع مجموعات قصصية من بينها، “قاب قوسين مني”، “حبيبي كوديا”، “إحساس مختلف”، “وتلك قضية أخرى” (حائزة على الجائزة الأولى في القصة لأدب المرأة العربية 1999 الشارقة)، ولها أيضاً كتاب في النقد بعنوان “شبابيك”.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط


أضف تعليق