تخطي التنقل

لقد تم فتح باب الترشح للدورة الحادية عشرة.

رواية «حقول الذرة».. الثورة حين تتحول إلى لعنة 

رواية «حقول الذرة».. الثورة حين تتحول إلى لعنة 

رواية “حقول الذرة” للكاتب السوري سومر شحادة ترصد كيف تحولت الثورة السورية عن مسارها لتصبح لعبة في أيدي الانتهازيين من المتشددين وأفراد السلطة، في حين أن وقودها كان من الناس الكادحين الذين أنهكتهم سلطة قمعية لعقود.

أهم ما ترصده الرواية هو كيفية تحول الحراك الشعبي العفوي في سوريا إلى صراعات وأحداث دموية، حيث بدأ الأمر باحتجاجات شعبية عفوية دون تنظيم كافي أو حزب منظم يقودها ويحدد أهدافها وخطط عملها، حتى أن كثير من المثقفين والبرجوازيين الصغار أمثال “ملهم” و”موفق” لم يكونوا يصدقون بإمكانية نجاح مثل هذه الاحتجاجات لأنها على حد قول “موفق” ظهرت في أوساط بعض الشباب الذين لا يحترمون النساء، والذين يذهبون للتلصص على الفتيات في الشارع نظرا لضيق ظروفهم المعيشية، فهي ثورة بدأت في صفوف الفقراء والكادحين غير المنظمين لذا لم يصدق في نجاحها “ملهم” أو “موفق” وإن كان “ملهم” قد تحمس لها لأنها أتت بعد عقود طويلة من القهر وإحكام السلطة لقبضتها الأمنية، مما كان يمنع أية بوادر للاحتجاج، تنبأ “موفق” بفشلها وتحولها إلى كارثة لأنه في رأيه إذا هدمت مؤسسات الدولة دون وجود سيادة لمفهوم المواطنة داخل الناس سوف يؤدي ذلك إلى كوارث، وهذا بالفعل ما حدث حيث استغل ذلك الحراك الشعبي من السلطة التي أطلقت سراح السجناء الجنائيين، ومنهم المتشددين الدينيين حتى ترعب الناس وتحدث مجازر وتصبح السلطة هي المخلص للناس من المجازر التي سيحدثها المتشددون الدينيون، وهذا بالفعل ما حدث، يقول الكاتب في الرواية: “لبلاد التي لا تطلب أبناءها سوى للموت هي بلاد ميتة، الأبناء الذين لم يعرفوا سواها، ولم يكونوا ليفكروا في مغادرتها، ها هي تصطادهم فرادى، ليكون الخراب مستقبلاً جلياً، وليكون التفكير في النجاة من اختبار الشعوب للمعارك الكبرى في سبيل الحرية والعدالة والتغيير، هو تفكير غاية في البساطة”.

كما استغل ذلك الحراك الشعبي من قبل الدول الرأسمالية الكبرى التي استغلت ذلك الحراك لعمل تخريب متعمد في سوريا، وقد شجعت على نزوح آلاف من أفراد جماعات التشدد الديني لتصبح سوريا مسرحا لأحداث دموية وحشية.

المصدر: موقع كتابات


أضف تعليق