عن الدارالأهلية للنشر والتوزيع، صدرت الرواية الأولى للشاعر الفلسطيني ماجد أبو غوش التي حملت عنوان «عسل الملكات»، وتقع الرواية في 166 صفحة من القطع المتوسط، ويأتي هذا العمل بعد إصداره سلسلة من المجموعات الشعرية على مدار السنوات الماضية.
وقال الشاعر د. إيهاب بسيسو في تقديمه للرواية: اعتمد أبو غوش تقنية البوح الذاتي في عسل الملكات، واصفاً هذا البوح بـ الدافئ، لافتاً إلى أنه يعيد في الرواية الأولى له، إنتاج مرحلة في تاريخنا المجتمعي والسياسي رافقها الكثير من الأسئلة، وهي مرحلة الانتفاضة الثانية بكل إفرازاتها المجتمعية والثقافية والسياسية. من خلال هذا العمل، وعبر الحوارات المتداخلة ما بين شخوص الرواية، يطرح ماجد أبو غوش سؤالاً كبيراً حول الانكسار الذاتي أمام صورة المجتمع المتغيرة، بصيغة: كيف يمكن لهذا الفرد الحزبي، والذي اتخذ أكثر من نمط عبر الشخصيات المتنوعة في الرواية، مواجهة هذه التغيرات التي تفرضها المرحلة، معتمداً على خمسة شخوص روائية محورية، هم: أحمد الديب، والرفيق علي، وخالد، وغزالة، وتمارة، حيث تتوزع الأحداث ما بين القدس وطولكرم ورام الله جغرافياً، حيث لم تخل الرواية من النوستالجيا «الحنين».
ويضيف د. بسيسو أن الرواية يستلها الراوي، بنبأ مفاده أن «الرفيق علي»، تلقاه حول وفاة أحمد الديب، ثم تتوالى الأحداث في إطار استعادة الماضي، بتقنية الإستعادة «الفلاش باك»، لمعرفة من هو أحمد الديب الذي عهد برسائله لعلي كي ينشرها، وما هي طبيعة هذه الرسائل، التي نشرت عبر صفحات الرواية، وما يوازيها من أحداث، وهذا ما يحاول أن يجيب عنه أبو غوش، من خلال استعراض تلك المراحل الزمنية والتحولات المجتمعية،
وتميزت الرواية، كما يذكر د. بسيسو، بالسلاسة، فنحن أمام كاتب لا يريد تقديم أي استعراض لغوي، حيث يعمد إلى نقل الواقع بسلاسة تكاد تقترب من المباشرة اللغوية في الحوار وفي الوصف، وهذا برأيي يمثل تحدياً بالنسبة لشاعر، وهذه التحديات عادة ما تواجه الشعراء حين يتجهون لكتابة الرواية، فلم أر في عسل الملكات أي انحياز للشاعر في أبو غوش، رغم ما احتوته الرواية على تدفق في الكلمات والحالات، وهو تدفق لا ينقطع ويتواصل حتى الصفحة الأخيرة .
وأضاف د. بسيسو: الرواية أرادت أن تقول الكثير، وقالت الكثير، ولكن يبقى السؤال: هل نجح ماجد أبو غوش في أن يقول كل ما يريد؟ لافتاً إلى أنه وفي رواية أبو غوش الأولى لم يفصل كثيراً بين الرواية وسيرة كاتبها، وهذا شأنه شأن الكثير من الأعمال الأولى في الرواية، التي تنحى إلى السيرة أو جزء من السيرة، مؤكدا أن جرأتها النقدية وسلاستها اللغوية والبوح الدافئ فيها من أهم ما يميزها.