أوضح الكاتب روي حرب أن «المبنى» في روايته الجديدة «مبنى الأحلام» يتخطى حدود الحجر، مشيرا إلى أن رمزيّته يمثل كلّ شخص منا، بماضيه وحاضره ومستقبله، فنجد في هذا المبنى العم يوسف (رمز الماضي العجوز)، ومنتهى (هي الحاضر الذي يتخبّط بذكريات الماضي)، وسمير شويفاتي (بطل القصة، ورمز للحاضر الذي لا يزال يحاول جاهداً بناء مستقبله)، بالإضافة الى فريد وفادي، هما طفلا سمير ورمز المستقبل.
وأكمل: لا شك في أنّ أجسادنا مبانٍ لأفكار، وأحلام، ومغامرات عدة، ومن هنا يتخطى «مبنى الأحلام» الرمز الحجري ليمثل بالتالي الأفراد والمجتمع، وحتى الوطن بمختلف فئاته.
وعن فكرة روايته الجديدة، أكد روي حرب أن الفكرة بدأت عام 2011 حين شاركت بورشة عمل مع السيناريست المصري محمود دسوقي، وكانت الغاية منها نقل واقع المجتمع الآني بطريقة درامية، تصوّر استبداد إحدى السيدات وتصرفاتها اللامقبولة في المجتمع، بشرط أن تكون مبرّرة دراميّاً ونفسيّاً، فبدأت شخصية نهى ترى النور، إذ يكرهها القارئ للوهلة الأولى، لكنه لا يلبث أن يتعاطف مع ظروف حياتها التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم، وإن كان لا يتفق مع نهج حياتها.
وعن الواقع في رواية «مبنى الأحلام»، قال: عندما نقراً «مبنى الأحلام» نلتقي أنفسنا، والجيران، والأصدقاء… شخصيات هذا الكتاب كافة من واقع معيوش، وكلّ أحداثه قد مررنا بها أو سمعنا بأحد ما عاشها وتعايش معها: عندما ابني شخصياتي تكون ثلاثية الأبعاد، لا أحد منها بريء ولا يعني ذلك أن هذا الشيطان هو رمز الشر، فلكل منها نظرة إلى الحياة، تعكسها الظروف الاجتماعية.
وعن جمع الرواية بين الأسئلة الوجودية والخواطر الشعرية والرسوم والصور الفوتوغرافية، قال: لا شك في أنّ الفن شامل، ولا يقف عند حدّ معيّن. كانت لي تجربة سابقة في كتاب «نسمات الحنين» مع الفنانة سندرا كلارك التي زيّنت بريشتها 24 خاطرة رسمتها خصيصاً للكتاب، واليوم أتعاون مع المصوّر إيهاب ملاعب الذي ينقل بعدسته صورة حقيقيّة تساعد القارئ على الغوص في مضمون الكتاب، كذلك الطفلة سيرينا صفير استطاعت بريشتها أن تعبّر، بشكل عفوي وبريء، عما يجول في خاطر الطفلين المذكورين في رواية «مبنى الأحلام».
وبالتالي، أرى أنّه بات لزاماً علينا تطوير الرواية العربية، لتصبح سريعة الأحداث، مزيّنة بصور ورسومات تسهّل عملية المطالعة وتقدّم للقارئ فناً شاملاً.
المصدر: صحيفة الجريدة الكويتية