توقع الروائية والقاصة سميحة خريس في منتدى شومان الثقافي بالأردن، روايتها «فستق عبيد»، ويشارك فيها خريس بشهادة إبداعية، والدكتورة رزان إبراهيم بورقة نقدية، وتدير الحفل أسماء عواد.
وتأخذنا روائية خريس عبر حكايات عديدة يرويها الجد كامونقة، إلى إفريقيا، وبالذات إلى السودان، لكي تطل على فترة مهمة من تاريخ أحداث هذا البلد العربي الذي نال نصيبه من واقعين متداخلين؛ واقعه العربي، وواقعه الإفريقي.
في روايتها الصادرة حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة «الإبداع العربي»، والتي جاءت بعنوان «فستق عبيد»، تفتح خريس الباب واسعا أمام شخصياتها العديدة للتعبير عن دواخلها، فالجد يروي قصته مع الاختطاف وبيعه في سوق النخاسة ليصبح عبدا، وتأتي حفيدته رحمة لتكمل رواية الأسى، ولتسرد، هي الأخرى، حكايتها مع الرق والعبودية، وامتهان الكرامة، وأيضا كيف بدت كما لو أنها تعيش بشخصيتين منفصمتين؛ إحداهما العبدة الجارية، والأخرى شعورها الجارف بعدم الانتماء إلى طبقة العبيد، بل إلى السادة والهوانم.
خريس تشتغل بأناة وهدوء على مرويّات الجد والحفيدة، وغيرهما من شخصيات ثرية في الرواية، لتعري بالتالي الواقع الأليم للعبودية، والذي حكم البشرية لقرون عديدة، فتكشف فداحتها، ومدى ما تخلفه من مآس، وتقدم محاكمة لفترة قاتمة من عمر البشرية، تعري فيها الإنسانية التي تواطأت على شرعنة استعباد الإنسان لأخيه.
لكن هذا الاشتغال لا يأتي بصيغة تسجيلية، بل بكثير من الحرفية والتأني، لكي تمنح الحكاية؛ بمتنها ومبناها، سمة الواقع والحقيقة، ومن أجل أن يأتي تطور الشخصيات واقعيا يأخذ في الحسبان سيرورة البنى الاجتماعية السائدة؛ ازدهارا وإخفاقا.
المصدر: صحيفة الغد الأردنية