وصف الناقد الأدبي الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق، الكاتب والروائي إبراهيم عبدالمجيد، بأحد أهم رموز الرواية العربية، فهو صاحب مشروع إبداعي متطور، ومتميز، وحكاء، وسارد عظيم، يمزج في معظم أعماله بين الواقع والخيال، مشيرا إلى أعماله التي جاءت ما بين ١٨ رواية و٧ مجموعات قصصية و١٠ كتب أدبية منوعة.
وتحدث «عبد الحميد» خلال كلمته بندوة حول أعمال الروائي إبراهيم عبدالمجيد بملتقى أكاديمية الفنون، عن مدينة الإسكندرية التي تحتل مكانة كبيرة في حياة الروائي إبراهيم عبدالمجيد، وتمثل أيقونة إبداعية في عالمه.
وأضاف أن إبراهيم عبدالمجيد اهتم في كتاباته بمفهوم العتبة في الإبداع والحياة مثلما نجد في رواية «عتبات البهجة» وهى من الأعمال المهمة التي تسودها البهجة، إلى جانب عتبات الألم، والحزن، والموسيقى، والإنسان هو عتبات الشجن.
وأوضح أن أعمال عبدالمجيد، بها تجسيد بتاريخ مصر في الأربعينيات، عبدالناصر والحلم القومي، بناء ترسانة الإسكندرية، هزيمة ٦٧، والحرب العالمية الثانية، مرورا بمرحلة الانفتاح في عهد الرئيس أنور السادات وحسنى مبارك، وصولا لثورة ٢٥ يناير، وهو يكتب جزءا من محفزات الكتابة لكى يواجه الشجن، والحزن، والفقدان، والاضطراب.
من جانبه، عبر الكاتب والروائي إبراهيم عبدالمجيد، عن سعادته بكونه قد عاش طفولته في الخمسينيات، وكانت هذه الفترة بقايا الملكية وكان الفصل ١٦ تلميذا، وكان هناك حصص موسيقى وحصص للمكتبة وكان كل تلميذ يحكى لزملائه تجربته القرائية، ولم يكن هناك باب مغلق للمدرسة فمن يريد الذهاب فليذهب.
وأضاف، في طفولتي قرأت قصة في المكتبة وبكيت كثيرًا لوفاة بطل القصة وهنا بدأت في البكاء المرير ولكن أمين المكتبة سألني ماذا بك فأجبته أن بطل الرواية قد مات فأجابني أن الحكاية ليست حقيقية وأنها مجرد حكاية ومن هنا استهواني الأمر وبدأت انجذب للكتابة والإبداع.
وواصل عبدالمجيد، الإبداع ليس مجرد كتابة وحسب وإنما هناك مدارس وتجارب مختلفة وتاريخ طويل يجب أن يمر به المبدع، ولقد علمتني دراسة الفلسفة معنى المكان والزمان، وقرأت العديد من الفلاسفة ولكنى تأثرت بفيلسوف اسمه زينون، ولأنه لديه ثلاثة براهين، برهان عن عدم وجود الحركة، وبرهان عدم وجود الزمان، وبرهان وجود المكان، وما توقفت أمامه هو برهان الحركة، وأسعدني هذا البرهان وأراحني نسبيًا وتعاملت معه في ١٩٦٧ وفى ١٩٧٣ وفى ٢٠١١، وكنت في كل مرة أقول العودة إلى زينون العودة إلى اللاحركة.
وفى معرض حديثه عن مسقط رأسه، تحدث عبدالمجيد عن أسطورة بناء الإسكندرية، على يد الإسكندر وكيف تنبأ له رجاله، أن هذه المدينة سيأتي إليها العالم، مؤكدا أن هذه الأسطورة تحققت بالفعل وشعوب العالم أجمع جاءت إلى الإسكندرية.
جاء ذلك خلال ندوة حول أعمال الروائي إبراهيم عبدالمجيد، حضرها الدكتور زين نصار، أستاذ النقد الموسيقي، والدكتور سامح صابر، أستاذ نقد الباليه، والدكتور مصطفى يحيي، أستاذ النقد الفني، والدكتور أحمد بدوى، أستاذ النقد الأدبي، والدكتور حمدي النورج، والدكتور حسام نايل، والدكتور أشرف عبدالرحمن، وغيرهم، ضمن فعاليات ملتقى شباب أكاديمية الفنون والذى يستمر حتى ٢٦ نوفمبر الجاري.
المصدر: موقع البوابة نيوز