استطاع اسم القاص والروائي شريف صالح أن يفرض نفسه على الساحة الثقافية في الفترة الأخيرة بعد ترشح مجموعته القصصية “مدن تأكل نفسها مع المفاتيح والأبواب” للقائمة الطويلة لجائزة الملتقي للقصة القصيرة العربية، بالإضافة إلى وصول روايته المعنونة بـ”سرقة مخ أذكى رجل في العالم” إلى القائمة القصيرة لجائزة مؤسسة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال في موضوع “رواية الخيال العلمي للفتيان والفتيات لعام 2019.
وقال صالح ” الحمد لله بالنسبة للجوائز أنا محظوظ فيها، ترشحين لجائزتين عربيتين في نفس الأسبوع، إحدهما في الكويت والأخرى في الأردن، وهذا مصدر سعادة كبيرة جدًا لأي كاتب”.
وأشار “صالح” إلى أنه كان عنده توقع للوصول للقوائم الطويلة والقصيرة بالمسابقتين، ولكن لم يكن توقع كبير، فقد وصل للقائمة القصيرة لجائزة مؤسسة شومان بين 400 رواية عربية، والوصول للقائمة الطويلة للملتقى العربي أمر غير سهل نسبيا، موضحًا “بصراحة كان في بعض الزملاء والأصدقاء من مصر، قرأت مجموعتهم كانت جيدة جدًا وكنت أتوقع لهم الوصول للقائمة الطويلة ربما أكثر من مجموعتي”.
وعن ما تمثله الجوائز الأدبية من أهمية أوضح “صالح” إلى أن الجوائز الأدبية في الوطن العربي تُثار دائما حولها الكثير من اللغط والجدل، وهو نفسه كتب عن أكثر من جائزة، سواء ما يتعلق بآليات الترشح والفوز، أو الجدل حول لجان التحكيم الخاصة بها، وأخرها ما حدث في جائزة البوكر العام الماضي.
وتابع “صالح”: لكن هذا لا يعني أن الجوائز غير مهمة أو نطالب بإلغائها لأنها ضرورية جدًا، خصوصا أننا ككتاب لا تتوفر لنا بدائل دخل جيدة ومحترمة، سواء من الناشرين عموما؛ لضحالة وقلة التوزيع، بمعني أن ألف نسخة توزيع رقم هزيل جدا، وخاصة ونحن نتكلم عن مجتمع عربي قرائي، تعداده يفوق 400 مليون شخص، و لايوجد مردود مثل المحاضرات في الأماكن المختلفة.
واستطرد “صالح”: بالتالي الوضع المادي عموما للكاتب العربي أقرب إلى البؤس، فتصبح الجائزة من الناحية المادية شيء من التعويض على الجهد والمثابرة لسنوات، ومن الناحية المعنوية لها القيمة الدعائية لتي تساعد في رواج اسماء بعض الكتاب، وتتفاوت الجوائز العربية في تحقيقه، بعض الجوائز أسهمت جدًا في نجومية كتاب، والبعض الأخرى كان صداها محدود نسبيًا.
وعن مجموعته القصصية ” “مدن تأكل نفسها مع المفاتيح والأبواب” قال “صالح” إن المجموعة أول تعاون بينه وبين دار بتانة للنشر، وكانت تجربة جيدة، وجد فيها كل الاحترام والمهنية من الزملاء بتانة، وعلى رأسهم الدكتور عاطف عبيد مدير الدار، المجموعة عبارة عن إحدى عشر قصة، هي عبارة عن مرثيات للمدن العربية بشكل مختلف بعيد عن الميلودراما وأقرب إلى الفانتازيا ، والهجاء أو السخرية السياسية المبطنة، قد تكون مباشرة نوعا ما.
وتابع “صالح”: النصوص الأخرى في المجموعة مثل “مملكة الضحك” عن مملكة خيالية تُحكم بنظام ديكتاتوري، وتمنع الضحك ولا تعرفه في الأساس، وتسعى السلطة فيها بكل الطرق لمنع الشعب إنه يضحك أو يتعرف عن مشاعر ومعنى الضحك، وهكذا في بقية النصوص، هي تناول للمدن في زوايا مختلفة فانتازية نوعا ما، وحرصت دائما على استهلال كل نص بسطر عنوانه المفتاح، وفقرة عنوانها الباب، استعانت فيها بكتاب بنصوص لكتاب عالمين وإشارات ثقافية .
المصدر: موقع مصر العربية